الممارسة الطبية في عصر الذكاء الاصطناعي… محور الأيام العلمية لجمعية أطباء الإسماعيلية في دورتها الرابعة بمكناس
الممارسة الطبية في عصر الذكاء الاصطناعي… محور الأيام العلمية لجمعية أطباء الإسماعيلية في دورتها الرابعة بمكناس
مكناس: عبد الصمد تاج الدين
احتضنت مدينة مكناس فعاليات الدورة الرابعة للأيام العلمية لجمعية أطباء الإسماعيلية، التي اختارت هذه السنة التعمق في موضوع “الممارسة الطبية في ظل عصر الذكاء الاصطناعي”، في لحظة تؤكد الانخراط القوي للجسم الطبي في التحولات الرقمية التي يشهدها العالم الصحي المعاصر.
افتتحت الجلسة بكلمة لرئيس الجمعية الدكتور نبيل لحلو، الذي عبر عن أهمية هذه الدورة في ترسيخ ثقافة التكوين المستمر، موجها شكره للأساتذة والخبراء والمتدخلين، ومشددا على أن الذكاء الاصطناعي بات يفرض نفسه كأداة أساسية داخل الممارسة الطبية. كما قدم ممثل المديرية الجهوية للصحة الدكتور طارق ، كلمة أبرز فيها الإصلاحات التي يعرفها القطاع الصحي الوطني في إطار الورش الملكي للحماية الاجتماعية، مؤكدا ضرورة مواكبة التطور الرقمي. وبدوره، عبر الدكتور الصماكي، نائب رئيس هيئة الأطباء بالجهة، عن تقديره للدور الذي تقوم به الجمعية في خلق فضاءات للتواصل والتكوين.
وتواصلت أشغال اليوم الأول بعروض علمية لأساتذة بارزين، حيث استعرض البروفيسور بنبريك من جامعة القاضي عياض بمراكش مستجدات التشخيص الطبي بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، بينما قدم البروفيسور نجيب الإدريسي، مدير مختبر الطب الدقيق بجامعة محمد السادس للعلوم والصحة بالدار البيضاء، مداخلة حول تطور اندماج الذكاء الاصطناعي داخل المنظومة الصحية المغربية، وأثره المباشر على ممارسة الطب الدقيق. كما تناول البروفيسور أيت الزاوين من جامعة شعيب الدكالي بالجديدة موضوع رقمنة النظام الصحي وإشكالات الأمن المعلوماتي، مسلطا الضوء على التحديات المرتبطة بحماية المعطيات الطبية.
أما اليوم الثاني، فاستهل بورشتين تطبيقيتين حول تقنيات الفحص بالأكوكرافيا وتشخيص أمراض الغدة الدرقية، أشرف عليهما الدكتور عبد اللطيف عشيبات والدكتورة كنزة بنعمر، وقد عرفتا تفاعلا كبيرا من طرف المشاركين بالنظر إلى أهميتهما التطبيقية.
وخلال الفترة الزوالية، استمتع الحضور بمجموعة من العروض العلمية الدقيقة، حيث تناول البروفيسور التويحم سبل تدبير اعتلال العقد اللمفاوية العنقية لدى الأطفال والبالغين، فيما قدمت الدكتورة بهية البوحامدي عرضا مفصلا حول جرثومة المعدة بين الوهم والواقع. فيما ذهب البروفيسور سعيد عسو، الباحث في علم الخلايا الجذعية والقادم من مدينة مونبوليي بفرنسا، إلى آفاق هذا المجال بين الأمل والحقيقة. كما تناول البروفيسور النشيط مضاعفات واشكالات الحمل ، فيما قدم البروفيسور حيدا مستجدات التلقيح وأهمية جرعات التذكير لدى الأطفال واليافعين، قبل أن يستعرض البروفيسور اليوناسي مختلف أسباب آلام الصدر ومقاربات علاجها. ليختتم البروفيسور يونس أحلال الذي حضر من فرنسا كذلك ، سلسلة العروض بموضوع حول الجراحة الروبوتية وتوسع حضورها داخل القطاع الصحي الدولي والوطني على وجه الخصوص .
وفي ختام الملتقى الذي حضره منذوب وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بمكناس، أكد الدكتور نبيل لحلو أن الأيام العلمية للجمعية أصبحت موعدا وطنيا راسخا يجمع بين الأطباء والباحثين من مختلف التخصصات، مشيرا إلى أن التطورات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والخلايا الجذعية والجراحة الروبوتية لم تعد مجرد آفاق بعيدة، بل أصبحت واقعا متناميا داخل الممارسة الطبية بالمغرب. كما عبر عن شكره العميق لكل الأساتذة المؤطرين والداعمين.
واختتمت هذه الدورة بحفلٍ تكريمي بهيج ، جرى خلاله تقديم هدايا تذكارية للمؤطرين والمحاضرين، مع تخصيص التفاتة خاصة لرواد المهنة بمكناس، وتعلق الأمر بكل من الدكتور السباعي، والدكتور بوعمامة، والدكتور حمدوش، تقديرا للمجهودات التي قدموها لمهنة الطب. طيلة مشوارهم المهني، وقد جرى ذلك وسط أجواء مهنية راقية وحضور مكثف جعل من هذه الدورة إحدى أنجح محطات الأيام العلمية للجمعية.

















