إغلاق مسجد الأنوار بمكناس، يعيد إشكالية غلق المساجد إلى الواجهة

.

أسامة العماري

بعد تأدية صلاة الفجر ليوم أمس الجمعة 23 ديسمبر 2022 في أجواء عادية، بمسجد الأنوار الواقع بشارع خالد بن الوليد بحي مولاي اسماعيل (لاسييندا) بمكناس، تفاجأ سكان الحي بإغلاق المسجد في وجههم قبيل موعد صلاة الجمعة بلحظات قليلة.

هذا الإغلاق طرح معه علامات استفهام عديدة حول المعايير التي اعتمدتها السلطة المختصة في إنزال هذا القرار المفاجئ، حيث لم يتم تحديد سبب المشكل الذي يستدعي الإغلاق، ولا مدة الإصلاح ولا موعد افتتاح المسجد، والمقاولة المشرفة على عملية الإصلاح.

المسجد يعتبر أحد أكبر وأهم المساجد بالمدينة ويقع بحي لا توجد به مساجد قريبة من الساكنة... بل وحتى بعض المساجد التي يمكن اعتبارها مجاورة لهذا الحي منها من يخضع للترميم منذ سنة ولا يستطيع تحمل أعداد المصلين التي ستتضاعف وهو ما ينطبق على مسجد السلام (الازدهار) بحي قدماء المحاربين (كومباطا)، ومنها من لايزال قيد البناء ولا يعرف تاريخ افتتاحه في وجه المصلين وهو الأمر الذي ينطبق على مشروع بناء مسجد الغفران بشارع الجيش الملكي.

فرضية إغلاق مسجد الأنوار بدعوى أنه آيل للسقوط مستبعدة إطلاقا نظرا لكونه مسجدا حديث العهد، بحيث أنه فتح أبوابه في وجه المصلين بتاريخ 19 يناير 1996 حسب اللوحة الرخامية المتواجدة بجانب أحد أبوابه، كما أنه أن المحلات التجارية والصيدلية والوكالة البنكية المتواجدة بمحيطه لم يشملها قرار الإغلاق، إذ ظلت تمارس نشاطها بالرغم من إغلاق الجامع.

إغلاق مسجد الأنوار في وجه المصلين، أعاد للواجهة معضلة إغلاق مساجد مدينة مكناس بدواعي الإصلاح والترميم، إذ لم تعد المندوبية الإقليمية للأوقاف تتردد في تطبيق قرار إغلاق المساجد منذ حادثة انهيار مسجد باب بردعاين سنة 2010، وذلك تفاديا لوقوع اي كارثة مشابهة، لتظل مساجد عديدة مغلقة في وجه روادها لسنين، في ظل عمليات الإصلاح البطيئة التي تخضع لها.