كلمة السيد الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب في الندوة التي ينظمها البرلمان المغربي والجمعية البرلمانية لمجلس أروبا حول موضوع : "النساء والعمل السياسي: الطريق إلى المناصفة"
كلمة السيد الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب في الندوة التي ينظمها البرلمان المغربي والجمعية البرلمانية لمجلس أروبا حول موضوع : "النساء والعمل السياسي: الطريق إلى المناصفة"
مجلس النواب، 13 يوليوز 2021
السيدريكدايمز Rik Daems،رئيسالجمعيةالبرلمانيةلمجلسأوروبا،
ضيوفنا وضيفاتنا أعضاء الجمعية البرلمانية لمجلس أوربا،
صاحبةالسعادةالسفيرةكلودياوييدي Claudia Wiedey،سفيرةالاتحادالأوروبيبالمغرب،
السيدةأمينةبوعياش،رئيسةالمجلسالوطنيلحقوقالإنسان،
السيد ادريس اليزمي رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج،
أصحاب السعادة السفيرات والسفراء،
زملائي وزميلاتي البرلمانيين،
السيدات والسادة.
نلتقيفيإطارهذهالندوةالتيتتناولموضوعاًيَكْتَسيأهميةخاصةفيسِياقناالوطنيالمتميزبالاستعدادلإجراءانتخاباتتشريعيةومحليةوجهويةومايجريفيهمننقاشٍمؤسساتيوعموميبشأنحضورالنساءفيالمؤسساتالمنتخبةوبشأنالمسارالطويلإلىتحقيقالمناصفةبينالنساءوالرجالفيهذهالهيئات،بعدأناعتمدتبلادُناالعديدمنالآلياتالتشريعيةومنهاآليةالتمييزالإيجابيلتيسيرحضورالنساءفيالمؤسساتالمنتخبة،وبالنتيجة،بطبيعةالحال،فيالهيئاتالتنفيذية.
واسمحوا،الزميلاتوالزملاء،أنأذَكِّرَ،بأنالمغربَالذييَسْعَدُاليومبالترحيببكم،واستقبالكمرغمسياقالجائحة،راكمالعديدمنالإصلاحاتالدستوريةوالمؤسساتيةوالسياسيةعلىمدىحواليثلاثةعقود،كانتالمسألةُالنسائيةوإشكاليةُالنوعالاجتماعيوحقوقالمرأةوالمسؤوليةالمشتركةداخلالأسرة،فيصُلبها.
وتتقاطعهذهالإصلاحاتوالتشريعاتالوطنيةالمغربيةمعأولوياتالجمعيةالبرلمانيةلمجلسأوروباوآلياتهاالحقوقية،وخاصةمنهاالاتفاقيةالمتعلقةبمحاربةالعنفالمنزليالممارسضدالنساءوالوقايةمنه،والاتفاقيةالمتعلقةبصيانةحقوقالانسانوالحرياتالاساسية،والاتفاقيةالمتعلقةبالولوجالىالوثائقالعموميةواتفاقيةمجلسأروبابشأنالوقايةمنالارهابوالآلياتالأخرىالمتعلقةبمحاربةالجرائمالالكترونيةومحاربةالرشوةوحقوقالاطفالوحمايةالمعطياتالشخصيةومكافحةالاتجاربالبشر.
وفيالمسألةالنسائيةبالذات،فَلَئِنْكانَحقُّ التصويِتِوحقُّ التَّرشُّح،وحقتَقَلُّدِالمناصبالمدنيةوالعسكريةحقامتأصِّلًامكفولاللمرأةمنذأولدُستوريُصادقعليهالشَّعبالمغربيمنخلالالاستفتاءفيمطلعالستينات
من القرن الماضي،فإنطُمُوحَناالوطنيالجماعيالثابتهوتحقيقالمناصفةبينالرجالوالنساء،والاقرارالفعليلتَمَتُّعِالنساءوالرجالبالحقوقوالحرياتالمدنيةوالسياسيةوالاقتصاديةوالاجتماعيةوالثقافيةوالبيئيةالمنصوصعليهافيالدستور،كماهوواردٌفيالفصل 19 منالقانونالأسمىللبلاد،الذيينصأيضاعلىإحداثهيئةللمناصفةومكافحةكلأشكالالتمييزلإعمالهذهالحقوق.
وتعتبرُهذهالدسترةُالواضحةُ والصريحةُلحقوقالجميعتتويجالإصلاحاتعميقةوجوهريةوبنيويةٍبمنطقٍتَحَرُّرِيٍمنفتحٍوتقدميٍحداثٍي،تمثلتفيتشريعاتوتدابيرحررتطاقاتالنساءويسَّرتْتَبويئَهُنَّمسؤولياتٍساميةوتُوَاجُدِهِنفيمراكزالقرارالتمثيليوالتنفيذي،وفتحتأمَامَهُنَّآفاقَالمناصفةِوالمساواة.وفيمجلسالنوابأحدثنامنذسنواتمجموعةًموضوعاتيةًمعنيةبالمناصفةوالمساواةتتمثلفيهامختلفالمكوناتالسياسيةللمجلس.وهذهمناسبةٌلأُثْنِيعلىجُهْدِهاالاقتراحيواجتهادأعضائهامنأجلترسيخثقافةالمساواة.
لقداعتمدتبلادُنا،بحرصٍشخصيمنجلالةالملكمحمدالسادسأعزهالله،مدونةالأسرةمنخلالمنهجيةالتوافقواشراكِالأحزابالسياسيةوالهيئاتالمدنيةوالعلماءوالمثقفينمنمختلفالاتجاهات،مماأَثْمَرَمدونةًخضعتلمسطرةالتشريعوصُودِقعليهابالإجماع،واعْتُبرَتْوَقْتها
(وماتزال)خطوةًمتقدمةًوجريئةًفيالعالَمَيْنالعربيوالإسلامي.وتلىذلكإصلاحُقانونالجنسيةعلىالنحوالذييَكْفَلُلأَبْناءالمرأةالمغربيةمنزوجٍأجنبيالحصولَعلىالجنسيةالمغربية،ثُممصادقةُ
المغربعلىعددمنالآلياتالدوليةالمتعلقةبحقوقالنساء،والمصادقةعلىعددمنالقوانينالتيتُجَرِّمُوتعاقِبعلىممارسةالعنفضدالنساء،فيماتُعْتَبَركفالةُحقوقالنساءوالتمكينالاقتصاديلهن،مقتضياتٍالْتِقَائِيةًفيعددمنالقوانينوالآلياتالتنظيمية.
وقديسَّرتآلياتالتمييزالإيجابيفيمايخصانتخابأعضاءمجلسالنواب،علىسبيلالمثال،ابتداءًمن 2002،ضمانَتواجدِ 35 سيدةفيمجلسالنواب،بعدأنكانعددالنساءلايتجاوزاثنتينخلالالولايةالتشريعية
1993-1997،وخمسسيداتخلالالولايةالتشريعية 1997-2002.ومَكَّنَالتمييزُالايجابياليوممنانتخاب 70 سيدةعلىالأقلمنخلالاللائحةالوطنيةممارفعالعددالإجماليللنساءفيالمجلسإلى 81 سيدة أيبنسبة% 21 منمجموعأعضاءالمجلس.
وتنصآلياتتشريعيةأخرىعلىكفالةانتخابنسبهامةكحدأدنىمنالنساءفيكلجماعةترابية،ممايُوَسِّعُمنقاعدةالنُخبالنسائيةالمحليةالمنتخبة،وممايشكلمَشْتَلاًلإنتاجالنُّخبالنسائية.
وبالتأكيد،فإنهبفضلالإصلاحاتوالتعديلاتالتيتماعتمادُهامؤخرًاعلىالقوانينالانتخابية،ستتعززتمثيليةُالنساءفيالبرلمانوفيالجماعاتالترابية،المحليةوالإقليميةوالجهوية.
يتعلقالأمر،إذن،بإصلاحاتٍ إرَاديةبعدةِمداخلوآلياتلتيسيرتواجدالنساءفيمراكزالقرار،إصلاحاتٌتحققتعلىأساسالتوافقوالإنضاجيقودُهاصاحبالجلالةالملكمحمدالسادس،ورعاهاقَبْلَهوالدُهالمنعمجلالةالملكالحسنالثانيطيباللهثَراهحيثُالْتَقَتالرؤيةُوالإرادةالملكيةمعمطالبالقوىالسياسيةالوطنيةوالديموقراطيةومطالبالمجتمعالمدنيخاصةالنسائيمنه،الذيأُثْنيعلىديناميتِهوالتزامِهبالعملفيحقولعديدةبدءًمنالتربيةوالتأطير،ووصولًاإلىالمساهمةِفيالتنميةالمحليةومروراًبالدفاعِعنحقوقالإنسانفيأبعادِهاالمختلفةوعلىمدىأجيالهاالعديدة.
لقداضطلعالعديدمنهيئاتالمجتمعالمدنيوالجمعياتالوطنيةطيلةتاريخالمغربالمعاصربأدوارحاسمةفيالتنشئةالاجتماعيةكانتقضاياالمرأةفيصلبها.
وإنَّمِنثمراتِكلذلكتَبَوُّأَكفاءاتٍنسائيةمُقْتَدرةمسؤولياتٍكبرىعلىرأسالعديدمنالمؤسسات،ومنهاالمؤسساتالدستوريةوهيئاتالحكامةوحقوقالإنسانمنقبيلالمجلسالأعلىللحساباتوالمجلسالوطنيلحقوقالإنسان (الذيتحضررئيستهإلىجانبنافيهذهالمنصة).
الزميلاتوالزملاء،
السيداتوالسادة،
مامنشكفيأنالطريقإلىالمناصفةمايزالطويلا،إذالأمرُلايرتبطفقطبالإقراربذلكفيالدستوروفيالتشريعاتالمتفرعةعنهوبالقراراتالسياسيةعلىأهميتها،ولكنبالأساسبالثقافةالمجتمعية،بِتَمثُّلاتالمجتمعلقضاياوحقوقالنساء،بتمكينالنساءمنوسائلالاستقلالفيالتفكيروالقرار،ومنوسائلالرُّقيالاجتماعيوالتفتح،أيمنالتعليموالتكوينوالولوجإلىالمعرفة.
ويعكساختيارُناسَوِيًّا،فيالبرلمانالمغربيوفيالجمعيةالبرلمانيةلمجلسأروبا،موضوعالنساءوالسياسيةليكونمحورأولَفعاليةنفتتحبهاأنشطةمشروعالشراكةبينناوالمدعوممنهالاتحادالأوروبي،انشغالَنَاالمشتركبهذهالإشكالية،وطموحَنَاالمشتركأيضامنأجلبلوغالمناصفةوالمساواة،وبالأساسمنأجلترسيخوتأصيلذلكوجعلالمجتمعاتتَسْتَبْطِنُهاوتَتَمَلَّكُهاوتُؤمِنُبها.
إننيمنالمقتنعينأَشَدَّالاقتناعبعطاءالنساءومَهَارَاتِهِنَّوكفاءتهنوقدرتهنعلىالقيادةوتحقيقالنجاححيثُماكُنَّمسؤولاتٍ،وحيثُمَاكُنَّ : فيالحقلِ،أوالمعمل،أوفيالبيتأوالمقاولةأوالإدارةأوالجمعيةأوالحزبالسياسي. وإننيمنالمقتنعينأيضابأنهحيثماكانتالنساء،تكونالشفافيةأكثر،ولكننيمنالمقتنعينأيضابأنهينبغيأننُؤَسِّسَ،فيهذاالمسارالشاقإلىالمناصفةوالمساواة،علىالتراكموَأَلَّانَسْمَحبالتراجععنأيمكسب،أوبالنكوص.
وتعتبرُهذهالندوةفرصةًللتعرفعلىبعضٍمنهذهالمسارات،وعلىممارساتمختلفةفيمجالالتمكينالسياسيللنساء. ومَامِنْشكٍفيأنهذاالتّفاعلسَيُسْعِففيابتكارآلياتٍجديدةلهذاالتمكين،وأساسافيترسيخفكرةالمساواةبناءًعلىالوعيبها،والإيمانبها،أولًامنقبلالنخبالسياسيةوالثقافيةوالاقتصادية،وثانيامنطرفالمجتمع.
وتُعَلِّمُنَاالممارساتُالمقارنةبمافيهاالأوروبية،حيثالتقاليدالديموقراطيةالعريقة،أنالطريقإلىالمساواةيتطلبجهدًايوميا،وإقناعًامتواصلا،وإِعْمَالَتوعيةٍممتدةٍفيالمجالوفيالزمان،وتتوجَّهُإلىصُلْبِالإشكالية : أيمسألةُالحقوقفيمختلفأبعادِها،والعدالةوالحريةباعتبارهاجوهرالديموقراطيةنظامًاوممارسةومؤسساتٍ،حيثتجهدالنساءعلىالعطاءبتصميموإرادةوأَنَاةٍ.وللشهادة،فقدوقفتُ،وأنارئيسًا،لمجلسالنوابعلىهذاالاستنتاجحيثوجدتُفيزميلاتيالبرلمانياتكلالدعمواكتشفتفيهنمناضلاتٍوطنياتٍمُجِدَّاتٍومُلتزماتحقيقيات،
ونفس الشأن في التنظيمات السياسية الوطنية.
فيالختام،أشكرزميليالعزيزالسيدريكدايمز Rik
Daems رئيسالجمعيةالبرلمانيةلمجلسأروباوكافةالزملاءأعضاءالجمعيةالذينتحملواعناءالسفرلنتقاسممعًالحظاتِالتفكيرهاتِهِاحتفالًابمرورعشرسنواتعلىحصولِالبرلمانالمغربيعلىوضعشريكمنأجلالديموقراطيةلدىالجمعية،معتبرًاأننااليومندشنمنخلالمشروعالشراكةهذا،لمرحلةجديدةمنالتعاونوالحواروالدعمالمتبادل.
والشكرموصولٌأيضًاعلىشريكناالعريقالاتحادالأروبيممولالمشروعوالمُمَثَّلِهُنابصاحبةالسعادةالسفيرةكلودياوييدي Claudia Wiedey التيأُثْنِيعلىتعاونهاودعمهاوتواصلهاالمستمر.
والشكرأيضالعضواتوأعضاءالشعبةالبرلمانيةالمغربيةفيالجمعيةالبرلمانيةلمجلسأروباالذينأثنيعلىعطائهمومثابرتهمفيالقيامبدورالمُجَسِّرِلعلاقاتنا.
مرحبًابكممرةأخرىوشكراعلىإصغائكم.