موسوعة الدنانير والدراهم الأموية

ابتدأت الموسوعة بإهداء الى دارسي التاريخ حيث ذكرت " إذا أردت دراسة تاريخ آمة فعليك بدراسة مسكوكاتها، لأن المسكوكات من الوثائق التاريخية المهمة، التي اجتمعت لها كل مستلزمات الوثائق من تاريخ ومكان وهدف، وتعتبر المسكوكات من اهم المصادر التاريخية، والمسكوكات الإسلامية لها أهمية كبيرة في حفظ التراث الثقافي والاقتصادي في التاريخ الاسلامي.

تتكون الموسوعة من 415 صفحة تحتوي على جميع ما سُك من دنانير ودراهم أموية بعدد (1207) دينار ودرهم أموي غير مكرر ولجميع مدن السك بعدد (105) مدينة، واعتمدت عرض الدنانير والدراهم الأموية في الموسوعة على اسلوبين أحدهما يعتمد على الزمان والأخر يعتمد على المكان وهما.

الأول: عرض حسب الزمان، (التاريخ) لجميع ما سُك من الدنانير والدراهم الأموية حسب التسلسل التاريخي، وحسب الاحرف الأبجدية العربية لمدن السك من سنة 77هـ حتى نهاية الدولة الأموية سنة 132هـ مع عرض لصور الدنانير والدراهم الأموية من المجموعة الخاصة.

الثاني: عرض حسب المكان (مدن السك) يشمل عرض جميع الدراهم الأموية التي سُكت في كل مدينة على حدة مع ذكر تاريخ سكها.

اشتملت الموسوعة على عدد من الأبواب التي تتحدث عن التالي:

* أهمية النقود في الحضارة البشرية، حيث يُعدّ إصدار النقود مرحلة مهمة من مراحل تطور الفكر الاقتصادي في المجتمعات القديمة، ويمثل إصدار النقود في المجتمعات القديمة مؤشر على درجة التحضر، وساهم إصدار النقود في تكوين النظم السياسية والاقتصادية في المجتمعات القديمة لنشاءة الدول.

* أهمية النقود لدى المؤرخين، تعتبر قيمة النقود التاريخية كبيرة، وذلك لأنها وثائق صحيحة وقديمة ورسمية وليس من السهل الطعن فيها، ومعظم أحداث التاريخ الكبرى قد سجلت بتاريخها على النقود، منذ اختراع هذه الوسيلة في التعامل، وقال عالم المسكوكات الأمريكي الدكتور( جورج مايلز) في مقدمة كتابه التاريخ النقدي لمدينة الري "لا يوجد حقل في التاريخ خدمته مسكوكاته بالقدر الذي خدمت به المسكوكات الإسلامية التاريخ الإسلامي" وقال المستشرق( الين بأول) "إن مسكوكات المسلمين في الشرق تصنع التاريخ أكثر مما تستذكره".

* اهمية النقود السياسية والاقتصادية للدول، يعتبر إصدار النقود قديماً مؤشر لتحضر الدولة، ويعتبر سك النقود من الأمور التي تضفي الشرعية للخليفة او الوالي لدى عامة الناس، واستخدمت النقود لأغراض سياسية وإعلامية مثل النقود الساسانية المعربة التي سكها معاوية بن أبي سفيان وكتب عليها باللغة الفهلوية (معاوية أمير ورويشنيكان) ومعناها باللغة العربية معاوية أمير المؤمنين، وذلك بعد تنازل الحسن بن علي رضي الله عنه عن الخلافة.

* النقود في بلاد العرب قبل الإسلام، كان العرب قبل الاسلام يتعاملون في التجارة مع بلاد الشام شمالا ومع اليمن جنوباً، وهي ما يطلق عليها رحلة الشتاء والصيف، وقد ذكرت في القرآن الكريم في سورة قريش (لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف) وسك العرب النقود قبل الاسلام في جنوب الجزيرة العربية النقود الحميرية والسبئية، ونقود مملكة قتبان، في اليمن، وفي غرب الجزيرة العربية النقود اللحيانية والنقود النبطية، وقد سك الانباط النقود في عهد الملك الحارث الثاني 100 – 96 قبل الميلاد، وسك العرب النقود في شمال الجزيرة العربية النقود التدمرية، ولأسباب سياسية واقتصادية ضعف التعامل بالنقود التي تسك في البلاد العربية، ونشط التعامل بالدنانير البيزنطية الذهب، وبالدراهم الساسانية الفضة، وبالأفلاس البيزنطية والساسانية النحاس، واستمر تعاملهم بها بعد دخولهم الإسلام، وقد اقر الرسول صلى الله عليه وسلم التعامل بها، وقبلها في دفع الزكاة وفي تقديم الجزية، وروي عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قوله (زوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة بصداق قدره أربع مئة وثمانين درهماً كسروياً)، وبداء المسلمين في تعريب الدراهم الساسانية في سنة 20 من الهجرة وهي السنة الثامنة من خلافة عمر (رضي الله عنه)حيث رغب في تحقيق بعض الاستقلال الاقتصادي والمالي فامر بإضافة بعض الكتابات العربية على الدراهم الساسانية، وفي عهد عثمان(رضي الله عنه)كثرت المناطق التي دخلت في الإسلام وزاد النشاط التجاري فامر الخليفة بسك النقود في مدن عديدة، واستمرت كسابقتها في عهد عمر، واستمر السك في عهد علي(رضي الله عنه) على نفس النمط السابق، واستمر تعريب الدراهم الساسانية من خلفاء الدولة الاموية ومن ولاتهم، ، وسكت دراهم ساسانية معربة من الثائرين على الدولة الاموية، وفي عهد الخليفة عبدالملك بن مروان، أمر بسك الدنانير والدراهم العربية الصرفة، وقد انحصرت الكتابة العربية على الدراهم الساسانية المعربة بالجمل التالية:

بسم الله، بسم الله ربي، ربي الله، لله، بسم الله الملك، بسم الله العزيز، بسم الله محمد رسول الله، بسم الله ربي، الرحمن، بسم الله بدربه، بركة، محمد، جيد، بسم الله لا إله الا الله وحده محمد رسول الله، بسم الله بكرية.

* تعريب النقود، لم يقم خلفاء الدولة الاموية السابقين لعبدالملك بن مروان باي محاولة لتعريب الدنانير البيزنطية، مثل ما حصل في تعريب الدراهم الساسانية، وفي سنة 77هـ كان الحدث الأكبر في تاريخ الاقتصاد الإسلامي حيث أمر الخليفة عبدالملك بن مروان بسك الدنانير والدراهم العربية الإسلامية الصرفة، خالية من كل الصور والرموز والكتابات الأجنبية واستبدالها بمأثورات إسلامية باللغة العربية، وكتبت بالخط الكوفي، وسُك الدينار الاموي بداية من سنة 77هـ من الذهب ويزن (4,25) جم. وقطره (20,2) ملم، ولم يذكر اسم مدينة السك على جميع الدنانير التي سُكت في دار الخلافة دمشق، وسكت أجزاء الدينار فئة نصف الدينار وثلث الدينار من سنة 91هـ، اما الدنانير التي ذكرت فيها مدينة السك فهي التي سُكت في افريقية سنة 100هـ والاندلس سنة102هـ، وقد كتب على الدينار الاموي.

مركز الوجه : لا اله الا.

الله وحده.

لا شريك له.

الإطار : محمد رسول الله ارسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله.

مركز الخلف : الله احد الله.

الصمد لم يلد.

ولم يولد.

الإطار : بسم الله ضرب هذا الدينار في سنة سبع وسبعين.

وسُكت الدراهم الاموية سنة 78هـ من الفضة ويزن 2,9 جم وقطره 28ملم، وكتب على الدرهم الاموي.

مركز الوجه : لا اله الا.

الله وحده.

لاشريك له.

الإطار : محمد رسول الله ارسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.

مركز الخلف : الله احد الله.

الله الصمد.

لم يلد ولم يولد.

ولم يكن له كفوا احد.

* سك النقود في الدولة الاموية، استفادت الدولة الاموية من دور السك الموجودة في دولة الروم وفي الدولة الفارسية، وقد اهتمت الدولة الاموية في أمر النقود وجودة سكها ومراقبتها والتأكد من نقاوة معدنها واوزانها، وكانت مراقبة دار سك النقود من مهمات الولاة ويشرف على دار سك النقود قاضي القضاة في المدينة التي تسك بها الدراهم لضمان شرعية اوزانها ونقاوة معادنها، ومع زيادة دور السك ظهرت بعض حالات الغش في النقود، الا ان الدولة الاموية وقفت موقفاً حازماً حيث عاقبت من يعبث بسك النقود عقاباً شديداً وصل الى الحكم بقطع ايدي من يمارس غش النقود، ونتيجة لزيادة دور السك فقد نتج عنها بعض الأخطاء والاختلافات في المأثورات فنجد مثلاً بعض الدراهم كتب عليها خطاءً المشركن بدل المشركون، وفي اختلاف الأرقام نجد واحد كتبت بأشكال مختلفة منها، وحد، أحد، أحدا، احدى، واستعرضت الموسوعة التصنيف العالمي لندرة الدنانير والدراهم الاموية، حيث تعتبر النقود الاموية من اندر النقود الإسلامية ومن اغلاها سعراً، وبيع في احدى مزادات لندن دينار أموي سك عام 105 هـ كتب في ماتوراته (معدن أمير المؤمنين بالحجاز) بمبلغ 3,750,000 جنيه إسترليني، وعرضت الموسوعة 39 درهم أموي شديدة الندرة تنشر لأول مرة وهي الدراهم التي عرضت في المزادات العالمية.

* تم التعريف بجميع المدن التي سُكت فيها الدنانير والدراهم الأموية، بعدد 105 مدية، وتم ذكر عدد المرات التي سكت فيها الدراهم في كل مدينة، وعدد المدن التي سكت فيها الدراهم في كل سنة.

* عرض لجميع الدنانير والدراهم الأموية التي سُكت في عهد خلفاء الدولة الاموية، من سنة 77 هـ حتى سنة 132 هـ، موضح فيه رقم المسكوكة، وسنة السك، وفئة المسكوكة، والمدينة التي سكت بها، وتحديد ندرتها حسب التقييم العالمي للمسكوكات الإسلامية، ووصف المسكوكة ووزنها وقطرها، وتعريف مختصر عن الخلفاء الأمويين الذين سكت الدنانير والدراهم في عهدهم مع عرض الصور من المجموعة الخاصة AJ.