مكناس الإنارة المعطلة، فأين الخلل؟
مكناس الإنارة المعطلة، فأين الخلل؟
متابعة للشأن المحلي بمكناس محسن الأكرمين.
أولويات المدينة تختلف وتتجدد بالتمام عن أنانية وطموح السياسي الذي يدبر الشأن المحلي للمدينة بالمناوبة (أَمُولَة نُوبة !!!) والكل يلقي اللوم على سابقه من الرئاسة للمجلس الجماعي!!! فإذا كانت أولويات المدينة الموضعية، قد تقلصت من رُشدها وعمق مطالبها العليا، فإنها باتت بسيطة بالحد الأدنى (والبئيس)، وهذا الأمر يستوجب التدقيق والدراسة والاستطلاع، لماذا المدينة لم تعد شُعلة نور في تدقيق المطالب والدفاع عنها سلميا في ظل وضعية الاستقرار؟ ومن الإكراهات العامة المشكلة، أن نكوص نتاج التنمية الكلية بمنطق (النهضة وصناعة الرفاه الاجتماعي بمكناس) لم يقابله حركة متتالية لتصفية مجموعة من الملفات الحارقة ذات التراكم التاريخي في سياسة التراخي.
اليوم بات الحديث عن العدالة الاجتماعية ضرورة ملحة عليا، والتي تُمثل الجيل الثاني من رؤية الدولة الاجتماعية التي تقود نحو عيش الكرامة وجودة الحياة، وتقليص الفوارق بين مغرب (الحظوة) والمغرب (العميق) !!! من تم قد يكون حديثنا غير ذي نفع، إذا كنا نخطو خطوات نحو المستقبل الذكي بمدينة السلاطين بمطالب الضروريات، لكنا لا زلنا قاب قوسين أو أدنى نعيش يوميا مع مطالب تشغيل الإنارة الليلية بعموم جغرافية المدينة.
وهذا من سوء هفوات التدبير التراكمي التاريخي في التراخي (السكتة القلبية) بمدينة مكناس، والذي أخل بميزان المواكبة والتجديد للشبكة الكهربائية العمومية على طول سنوات (العام زين) !!! في حين تم إدخال المدينة في دوامة النهب والفساد مع (فراقشية) العمران والقضاء على زينة المدينة من مناطق فلاحية خصبة وغطاء بيئي متكامل، حتى بات المدينة تماثل (دار الورثة) في التنازع على الغنائم والمنافع الذاتية، والتلاهث على الأراضي الخصبة لأجل تشويه العمران والعباد.
بحق، إن التحول الاستراتيجي نحو الأفضل من التنمية بالمدينة، قد بات يُلاقي إجحاف متغيرات التحول نحو مدينة تؤمن بالتغيير والتجديد. نحو مدينة تنتقل من التفكير العمراني ( التخمة في البناء وتشويه الجمالية التاريخية !!!)، إلى التفكير المجتمعي (الساكنة) والذي يشتغل على الإنسان وتحقيق كرامته وعدالته الاجتماعية.
مطالب الإنارة تنمو مثل الفطر في كل أحياء المدينة يوما بعد يوم (رغم كل الاجراءات المتخدة)، والتي لم يستطع المجلس الحالي من وضع نهاية لهذا المطلب (القديم/ الجديد) والذي يقلص من جودة الحياة بالمدينة.
من قلة الإنارة تشتكي أحياء بعينها وبمحاذاتها، وتعيش في عتمة أعطاب الإنارة المستديمة، وتمثل كل من مدارة البريدية، وعمارات الأمن، وحي الأطلس (1و2)، وحي الزيتون... الورى ... تواركة... المدينة القديمة... والبقية أسوأ بكثير مما ذكر.
لا علينا كانت الساكنة تنتظر ضبط الوعود بالتحقق (الإنارة/ التنمية الموازية...) عند التهليل بإسقاط الرئيس (جواد باحجي) !!! تنتظر المتغيرات والتي تتمثل في تغيير بنية الشبكة الكهربائية بعموم المدينة (الصفقة المتعلقة بالإنارة والتي تمت المصادقة عليها بالمجلس)، والعمل الاستباقي على إصلاح وفك الظلمة عن الأحياء وأطراف المدينة، والانتقال بالمدينة من العصور الوسطى نحو مدينة الأنوار ثانية.
اليوم باتت المدينة في دعوة نحو مناظرة صريحة. مناظرة تشاركية تضع الحلول وتتخطى البكاء على أطلال المدينة !!! اليوم نطالب بمناظرة تصالحية كتوليفة (عامة بالمدينة) وصالحة لنفض الغبار عن مشاكل مستعصية. مناظرة تبحث عن الحلول والتمويلات وتحريك الآليات، ونرتقي بالمدينة كوحدة تامة لا كمدينة تقسيط الحلول... !!!



