مغرب المواطنة مدير النشر: خالد الرحامني / E-mail: info@mouatana.com
الأشراف السباعين: تاريخٌ عريقٌ وإرثٌ ممتدٌ عبر الأجيال
مغرب المواطنة2025-09-15 10:51:20
للمشاركة:

الأشراف السباعين: تاريخٌ عريقٌ وإرثٌ ممتدٌ عبر الأجيال

الأشراف السباعين: تاريخٌ عريقٌ وإرثٌ ممتدٌ عبر الأجيال

تُعدُّ قبيلة أولاد أبي السباع، أو ما يُعرف بالأشراف السباعيين، من أعرق القبائل الشريفة في المغرب، حيث تمتد جذورهم إلى عامر الهامل الملقب بـ “أبي السباع”، الذي وُلد في القرن الرابع الهجري وتوفي في سنة 924هـ. ينحدرون من نسل المولى إدريس الأول، مؤسس الدولة الإدريسية، ويعود نسبهم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.

الجهاد والمقاومة

كان للأشراف السباعيين دورٌ بارزٌ في مقاومة الاحتلال البرتغالي في القرن السادس عشر، حيث شاركوا في معركة أزمور سنة 1515م بقيادة الشيخ عبد الله بن ساسي السباعي، الذي كان من أبرز المجاهدين في تلك الفترة. وقد دافع المسلمون عن إطلاق سراحه بعد أسره من قبل النصارى، مما يدل على مكانته الرفيعة بين المجاهدين.

التوزيع الجغرافي

استقر الأشراف السباعيون في مناطق متعددة من المغرب، حيث تمركزوا في سوس، والحوز، ومراكش، وشيشاوة، وتغسريت، والرحامنة، والساقية الحمراء، وواد نون. كما هاجر بعضهم إلى موريتانيا، والجزائر، ومصر، وتونس، وليبيا، وسوريا، ولبنان، والسنغال، وغامبيا، مما يدل على انتشارهم الواسع وتأثيرهم الثقافي والديني.

الزوايا والمدارس العلمية

أسس الأشراف السباعيون العديد من الزوايا والمدارس العلمية في مختلف المناطق، حيث كانت تُدرس فيها العلوم الشرعية، والقرآن الكريم، والتصوف. ومن أبرز هذه الزوايا: زاوية أكجكال في الأطلس الكبير، وزاوية أمسكسلان في قبيلة امتوكة، وزاوية أفوغال في قبيلة الشياظمة. كانت هذه الزوايا بمثابة مراكز إشعاع علمي وروحي، حيث كان يتوافد إليها الطلاب من مختلف أنحاء المغرب وخارجه.

الأولياء الصالحون

يُعرف الأشراف السباعيون بوجود العديد من الأولياء الصالحين بينهم، حيث يُذكر أن هناك أكثر من 100 ولي صالح من نسلهم. تنتشر أضرحتهم في مختلف المناطق، ويُقصدها الزوار للتبرك والدعاء. من أبرز هذه الأضرحة: ضريح سيدي أحمد بن ساسي في الرحامنة، وضريح سيدي محمد بن ساسي في الرحامنة، وضريح سيدي أحمد بن ساسي في الرحامنة.

التحديات المعاصرة

على الرغم من الإرث التاريخي والثقافي الغني للأشراف السباعيين، إلا أنهم يواجهون تحديات معاصرة، مثل:
الاندماج الاجتماعي: محاولة الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية في ظل التغيرات المجتمعية.
التوثيق التاريخي: صعوبة توثيق تاريخهم الشفوي والكتابي بشكل دقيق.
التحديات الاقتصادية: الضغوط الاقتصادية التي قد تؤثر على استدامة الزوايا والمدارس العلمية.

الخاتمة

يُعتبر الأشراف السباعيون من أبرز الرموز التاريخية والدينية في المغرب، حيث جمعوا بين العلم والجهاد والتصوف. يُشكلون جزءًا لا يتجزأ من تاريخ المغرب الثقافي والديني، ويُساهمون في الحفاظ على التراث المغربي الأصيل. إن الاهتمام بتاريخهم وتوثيقه يُعدُّ خطوة مهمة للحفاظ على هذا الإرث الغني للأجيال القادمة.

اية الاجراوي

الأشراف السباعين: تاريخٌ عريقٌ وإرثٌ ممتدٌ عبر الأجيال

 

مغرب المواطنة
للمشاركة: