العائلة المغربية… بين الأصالة وتحديات العصر
العائلة المغربية… بين الأصالة وتحديات العصر
تُعتبر العائلة في المجتمع المغربي المدرسة الأولى التي يتعلّم فيها الفرد قيم الاحترام والمسؤولية والانتماء للوطن. فهي الإطار الذي صاغ عبر قرون طويلة شخصية المغربي الأصيل، وحافظ على تماسك المجتمع رغم الأزمات والتحولات.
غير أنّ هذا الدور لم يعد بالصلابة نفسها اليوم. فالعولمة، وتوسع المدن، وانتشار التكنولوجيا ووسائل التواصل، كلها عوامل جعلت الشباب أقل ارتباطاً بمفهوم العائلة التقليدي. كثيرون يرون فيها إطاراً مقيداً لحريتهم، بدل أن تكون فضاءً للحب والدعم المشترك.
لكن الحقيقة أن العائلة ليست عبئاً، بل رافعة أساسية للتنمية الفردية والوطنية. فمن داخلها يتعلم الطفل مبادئ المواطنة، والتضامن، والالتزام. وإذا ضعفت الأسرة، فإن الفراغ يملؤه الشارع أو الفضاء الافتراضي بما يحمله من مخاطر على القيم والسلوك.
اليوم، تقع على الآباء والأمهات مسؤولية كبرى: أن يحافظوا على روح العائلة الأصيلة، لكن بأساليب جديدة تتلاءم مع واقع الشباب، حيث يغدو الحوار والقدوة أكثر إقناعاً من الأوامر والتوجيهات. كما أن السياسات العمومية مطالَبة بدعم الأسر، عبر التعليم والصحة والسكن، لأن عائلة مثقلة بالهشاشة لا تستطيع تربية جيل قوي.
إن النقاش حول العائلة ليس حنيناً إلى الماضي، بل بحثاً عن مستقبل متوازن. فبدون عائلة متماسكة، لا يمكن للمغرب أن ينجح في رهانات التنمية أو أن يكوّن جيلاً واثقاً من نفسه ومن وطنه.
🌿 العائلة ليست مجرد ماضٍ نعتز به، بل هي مستقبل نصنعه معًا.
✍️ بقلم: المحرر التفاعلي – م. عبد الحكيم الناصف بوروايل



