من كان منكم بلا خطيئة فليرمي غيثة عصفور بِحَجَر
من كان منكم بلا خطيئة فليرمي غيثة عصفور بِحَجَر
زايد الرفاعي / باحث في الخطاب الإعلامي
[هل ستُعيد قضية المؤثرة غيثة عصفور حملة المطالبة بإلغاء الفصل 490 من القانون الجنائي إلى المشهد المغربي الحقوقي]؟
إعلاميا؛ توجد قاعدة مفاذها أن [ذاكرة الرأي العام لا تتعدى ثلاثة أيام] لكن يبدو أننا أمام انزياح زمني عن القاعدة، انزياح حمل عنوان "وَيلٌ لِمَن أشارَت إليهِ الأصابِع وَلوْ بالخير"، ذلك؛ بعد الضجة الإعلامية التي تناولت قضية غيثة عصفور بلا مهنية وبدون أدنى الأدبيات والأخلقيات المتعارف عليها مهنيا وحتى عرفيا، حيث طالت المؤثرة الممثلة موجة غريبة من التنمر والتشهير، في ضجة إعلامية فضائحية من قبيل "شاهد قبل الحذف" في حملة مسعورة جعلتنا نستحضر كلمة رواها أحد الأناجيل عن النبي عيسى المسيح عليه السلام، في قصة امرأة متهمة بالفاحشة، وأرادوا رجمها، وأرادوا أن يحرجوا المسيح (عيس عليه السلام) بأن يشارك هو في رجمها، أو أن يقف موقف المعترض على شريعة موسى (عليه السلام). فقال لهم تلك العبارة لما رآهم يتعاملون معها بقسوة المتعالي وبغلظة المتكبر. فلما قالها لهم، رجعوا، ولمْ يرجمها أحد؛ لأنهم تسألوا وقالوا لأنفسهم: من منا بلا خطيئة؟! من منّا الذي لا ينعم إلا بستر الله عليه؟
وفي ديننا الحنيف، يقول النبي عليه الصلاة والسلام في حديثه عن زانية: لقد تابت توبة لو قُسِّمت على سبعين من أهل المدينة لوسعتهم.
فهل يا ترى نحن أَغْيَر على الدين وأشد غضبا على معصية الله تعالى من أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم؟
إن ما وقع اليوم للمؤثرة الممثلة غيثة عصفور درس لنا جميعا، درس يُسائل القيم والمبادئ والمواقف، درس يضع الصحافة والقانون وفوضى مواقع التواصل الاجتماعي أمام سؤل: إلى أين نحن ماضون؟
إن قمة الحقد والكراهية والتشهير التي نهجتها بعض المنابر والقنوات الشعبوية التي تقتات على فضائح ومأسي الناس أظهرت مدى البؤس الإعلامي الذي نحياه، والقعر الأخلاقي الذي نعيشه، أيضا كمية العدوانية وكسر الخاطر وبشاعة التنمر التي تقرؤها في التعاليق لا حدود ولا تفسير لها حتى قبل التأكد من الخبر ومدى صحته وتفاصيله ومن فعل ماذا وكيف ومتى، تعكس استغباءات نفسية تفرز سمومها المقرفة التي تؤدي للغثيان.
اليوم، بعد ظهور تحولات في قضية غيثة عصفور، التي انتهت بإطلاق سراحها وإسقاط متابعتها وحفظ الملف بعد تنازل الزوجة، ما مصير أولائك الأشخاص الذين لم يكونوا يعرفون السيدة إلى حدود حملة التشهير، فأطلقوا العنان لألسنتهم دون علم أو فهم أو حتى تعالٍ عن الوقوع في قذف المحصنات. فحتى القانون الوضعي يقول أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته. أما الإسلام فيطلب أربعة شهود رجال شاهدوا الولوج رأي العين حتى تفهم كيف تشدد الدين في هاته الشهادة لخطورتها، تجنبا لاتهامات هكذا دون تبَيُّنٍ أو تَحَرٍّ أو حتى الترفع عن النشر والفضخ تعاطفا مع الآخر سترا للسمعة والعِرض والإنسانية.
هنا نحن ندين أحدا ولا ندافع عن أحد، ولا يحق ولا ينبغي ولا يحق لنا ذلك، ولكن فقط نطلب من "فصيلة هرگاوة" أن يتعلموا الانتظار قليلا حتى تكتمل ملامح الصورة، قبل شحذ السيوف لقطع الرقاب، والأهم أن يتعلموا "تناول الفستق" وترك النيابة العامة تجري تحقيقاتها، والقضية تسير وفق مجريات قانونية بعيد عن منطق الفضح والتشهير والجلد الإعلامي و "الشوهة"
فبعد القيل والقال، كشفت مصادر مقربة من عائلة الممثلة والمؤثرة المغربية غيثة عصفور عن أن أغلب التفاصيل والأخبار المتداولة حول توقيف غيثة رفقة صديقتها، داخل شقة بالدار البيضاء يوم الأربعاء، عارية من الصحة. مؤكدين أن المبالغة الإعلامية التي نهجتها بعض المنابر والصفحات بمواقع التواصل الفضائحي، أثقلت كاهل العائلة نفسيًا بسبب التغطية الإعلامية المكثفة تنمرا وتشهيرا وتشويها.
هذا وأكدت المصادر أن غيثة عصفور لا تربطها أي علاقة شخصية بالرجل الذي استضافها، موضحة أن غيثة وصديقتها كانتا مدعوتان إلى عشاء يتعلق بالتفاوض حول شراكة عمل “كولابوراسيون”، وأنها لم تكن على علم بحالته العائلية قبل اللقاء الذي انتهى بالمداهمة الأمنية.
من جهتهم مؤثرون وفنانون ونشطاء وحقوقيون، أعلنوا تضامنهم مع غيثة عصفور أمام موجة الانتقادات الواسعة والحملة المسعورة ضد عصفور المؤثرة والممثلة.
يُشار إلى أن النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية الزجرية بالدار البيضاء بعدما أمرت الجمعة 29 غشت، بتمديد الحراسة النظرية لغيثة عصفور وصديقتها، لتوسيع البحث في القضية، ظهرت حيثيات جديدة بعد تنازل الزوجة لزوجها المخرج، وتأكيد هذا الأخير على أن اللقاء الذي جمعه مع غيثة عصفور وصديقتها كان لقاء عمل، بالتالي قرار النيابة العامة إطلاق سراح الممثلة والمؤثرة غيثة عصفور وإسقاط المتابعة وحفظ الملف بعد التنازل.





