مغرب المواطنة مدير النشر: خالد الرحامني / E-mail: info@mouatana.com
رسالة من رئيس جمعية محاربة السيدا  بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بالجرعة الزائدة – 31 غشت 2025  إلى الرأي العام، والمؤسسات الوطنية، والفاعلين في المجال الصحي، والمجتمع المدني، والسلطات العمومية:
مغرب المواطنة2025-08-31 22:54:34
للمشاركة:

رسالة من رئيس جمعية محاربة السيدا بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بالجرعة الزائدة – 31 غشت 2025 إلى الرأي العام، والمؤسسات الوطنية، والفاعلين في المجال الصحي، والمجتمع المدني، والسلطات العمومية:

رسالة من رئيس جمعية محاربة السيدا بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بالجرعة الزائدة – 31 غشت 2025 إلى الرأي العام، والمؤسسات الوطنية، والفاعلين في المجال الصحي، والمجتمع المدني، والسلطات العمومية:

رسالة من رئيس جمعية محاربة السيدا

بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بالجرعة الزائدة – 31 غشت 2025

إلى الرأي العام، والمؤسسات الوطنية، والفاعلين في المجال الصحي، والمجتمع المدني، والسلطات العمومية:

في 31 غشت من كل سنة، يخلّد العالم اليوم العالمي للتوعية بالجرعة الزائدة، وهي مناسبة إنسانية تهدف إلى رفع مستوى الوعي بمخاطر الجرعة الزائدة، والحد من الوصم المرتبط بها، وتكريم من فقدوا حياتهم بسببها، دون تمييز أو إدانة. كما تُعد هذه المناسبة فرصة لتجديد الالتزام الجماعي بالوقاية، والتضامن، وإنقاذ الأرواح.

ويأتي تخليد هذا اليوم في المغرب، هذه السنة، في سياق وطني واعد، يتميز بإصلاحات مهمة في مجال العدالة والصحة العامة، من أبرزها اعتماد القانون المتعلق بالعقوبات البديلة، الذي يشكل تحولًا نوعيًا نحو مقاربة أكثر إنسانية وفعالية في التعامل مع مستعملي ومستعملات المخدرات. هذا القانون يكرّس رؤية قائمة على الحق في الصحة والحياة، ويعزز جهود الوقاية وإعادة الإدماج بدل العقاب، مما ينسجم تمامًا مع فلسفة تقليص المخاطر التي تعتمدها الجمعية. وتُعد الشراكات القائمة بين جمعية محاربة السيدا ومؤسسات وطنية، وعلى رأسها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أرضية قوية لتفعيل برامج فعالة لتقليص المخاطر، خاصة في ظل التحديات المستمرة التي تواجه مستعملي ومستعملات المخدرات، وعلى رأسها خطر الجرعة الزائدة، الذي لا يزال يهدد حياتهم في غياب أدوات التدخل السريع، مثل دواء "نالوكسون"، الذي أثبت فعاليته في إنقاذ الأرواح في حالات الطوارئ.

وانطلاقًا من هذا الواقع، نتوجه بندائنا إلى كافة الجهات المعنية:

  • وزارة الصحة والحماية الاجتماعية: نطالب بالإسراع في تفعيل التوصيات المنبثقة عن الاستشارة الدولية لسنة 2018، وعلى رأسها توفير دواء "نالوكسون" بشكل دائم، وضمان توفره لدى المتدخلين والمتدخلات، مع تمكينهم من التكوين اللازم لاستعماله. كما ندعو إلى إرساء آليات واضحة لرصد وتوثيق حالات الجرعة الزائدة، لبناء قاعدة بيانات دقيقة تدعم وضع برامج وقائية ناجعة.
  • المؤسسات الأمنية: نحث على تعزيز التعاون مع المجتمع المدني، وتبني مقاربة إنسانية في التعامل مع حالات تعاطي المخدرات، بما ينسجم مع روح القانون الجديد للعقوبات البديلة.
  • المجتمع المدني: ندعو إلى مواصلة جهود التوعية والتكوين والترافع من أجل إدماج "نالوكسون" كحق صحي أساسي، وتعزيز ثقافة الوقاية والتكفل.
  • الإعلام والرأي العام: نناشدكم بكسر الوصم المرتبط باستعمال المخدرات، ونشر ثقافة الرحمة والوقاية بدل الإدانة.
  • صناع القرار: نطالب باعتماد سياسات عمومية تُعلي من قيمة الإنسان، وتترجم الحق في الحياة إلى إجراءات ملموسة، من بينها إدماج العقوبات البديلة في التعامل مع حالات تعاطي المخدرات، وتوفير أدوات الإنقاذ الفوري.

إن حماية الحق في الحياة ليست مجرد شعار، بل مسؤولية جماعية. واستبعاد "نالوكسون" من البرامج الصحية يُعد تقصيرًا في هذا الواجب، ويعرض حياة الآلاف للخطر.

فلنجعل من هذا اليوم محطة للتغيير، والترافع، والتضامن. لأن كل حياة تُنقذ هي انتصار للكرامة، وكل تدخل فعال هو خطوة نحو مجتمع أكثر عدالة وإنسانية.

مع كامل التقدير والاحترام،

البروفسور المهدي القرقوري

رئيس جمعية محاربة السيدا

 

مغرب المواطنة
للمشاركة: