مهرجان دولي بالقاهرة يحتفي بعميد النقد المسرحي حسن المنيعي
مهرجان دولي بالقاهرة يحتفي بعميد النقد المسرحي حسن المنيعي
زايد الرفاعي / باحث في الخطاب الإعلامي
صرّح مدير مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، خلال المؤتمر الصحفي بالمجلس الأعلى للثقافة بمصر، بفعاليات برنامج المحور الفكري الذي ينعقد من 1 إلى 8 شتنبر 2025، متضمنا قضايا المسرح في زمن ما بعد العولمة، إلى جانب محور "رد الجميل" المخصص لتكريم رموز المسرح العربي، على رأسهم عميد النقد المسرحي، الراحل الأيقونة حسن المنيعي.
فقرة إنسانية تمزج بين الاعتراف بالفضل وتُخلِّد ذكرى ناقد منح الكثير للمسرح ممارسة وتنظيرا.
لحظة فنية أكاديمية يشارك فيها من المغرب أربعة نقاد هم: يوسف أمفزع، خالد أمين، سعيد كريمي، وحسن النفالي.
هذا وقد عملت إدارة المهرجان على وضع برنامج فكري متنوع يجسد أهداف الدورة الـ32 من خلال تسليط الضوء على أحدث القضايا العالمية حول المسرح، مع التركيز على ثقافة الوفاء والاعتراف برموز منحت إضافة نوعية للساحة المسرحية العربية والدولية.
وأفادت إدارة المهرجان الذي ستجرى فعالياته طيلة الأسبوع الأول من شهر شتنبر، أن برنامج المهرجان ستنقسم فقراته إلى محاور عديدة أبرزها: محور يحمل عنوان "المسرح ما بعد العولمة"، وآخر " المسرح والذكاء الاصطناعي"، إضافة إلى محور ثالث يحمل عنوان "المسرح والما بعديات". وسيشارك في إدارة ومناقشة هذه الموضوعات والمباحث أستاذة ونقاد من دول عربية وأجنبية مثل: مصر، المغرب، تونس، البحرين، العراق، الكويت، صربيا، اليونان، إيطاليا وأمريكا.
إضافة إلى ورشات تناقش تجارب مسرحية معاصرة وعلاقتها بالذكاء الاصطناعي، وواقع المسرح وعلاقت بالتنمية المستدامة".
تتخلل فقرات المهرجان، فقرة إنسانية نبيلة مُفعمة بثقافة الاعتراف، هدفها تكريس قيمة الوفاء ونبالة رد الجميل.
ويعد مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، من أبرز التظاهرات المسرحية في المنطقة العربية، نظرا لدوره الريادي في دعم التجارب المسرحية المتجددة، والتلاقح والانفتاح على تيارات مسرحية معاصرة، والمساهمة في إغناء الحركة المسرحية العربية والكونية.
ولعل هذا من بين ما يجعل مهرجان القاهرة الدولي للمسرح واحدا من أعرق المهرجانات العربية والدولية المتخصصة في المسرح التجريبي، حيث يواصل أهدافه مانِحاً فرصة للفُرُق المسرحية من مختلف دول العالم لتقديم تجاربها الإبداعية.
ويهدف المهرجان أيضا إلى خلق مجال للحوار والتواصل بين الشعوب، وبناء جسر معرفي يمكن الجمهور العربي من التعرف والانفتاح على تجارب التيارات المسرحية العالمية، بالمقابل فتح نافذة واسعة يطل من خلالها المسرحيون من مختلف أنحاء العالم على جديد المشهد المسرحي في مصر والمغرب والمنطقة العربية عامة.
ختاما؛ بما أن عميد النقد المسرحي، الراحل حسن المنيعي، حَفِيُّ فقرة التكريم ضمن برنامج المهرجان. فجديرٌ بالذكر أن نشير إلى هذه النبذة المقتضبة عن سيرته الأكاديمية والنقدية:
حسن المنيعي، ناقد مغربي ولد بمدينة مكناس سنة 1941 وتوفي لها سنة 2020، تابع دراساته العليا بكل من جامعة محمد الخامس بالرباط، وجامعة السوربون بباريس الفرنسية.
اشتغل أستاذا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد بن عبد الله، كلية الآداب ظهر المهراز بفاس. أصدر العديد من الكتب والدراسات نذكر منها:
▪️أبحاث في المسرح المغربي. ▪️المسرح والارتجال.
▪️المسرح والسيميولوجيا.
▪️الجسد في المسرح.
▪️قراءة في مسارات المسرح المغربي.
▪️المسرح الحديث إشراقات وخيارات.
وإضافة إلى كتاباته المسرحية النقدية، أصدر الدكتور حسن المنيعي مجموعة من الكتب في النقد الأدبي والتشكيل والرواية.
حقيقة، لولا هذا الأكاديمي الذي يعد من جهابذة المسرح الذي أخلص له تدريسا ونقدا وكتابة، لما ظهرت حركة رائدة في مجال النقد المسرحي بصيغتها الأكاديمية الرصينة، التي ساهم بشكل مباشر في تكوينها، فكانت بذلك الجيل الأول من النقاد المسرحيين المغاربة.
عمل المنيعي، طيلة مساره، على ترسيخ قيم إنسانية كونية مثل التحرر والتعايش والعقل والعلم ونبذ التخلف، ومحاربة الخرافة، والتي أوجد لها منفذا فنيا هو الممارسة المسرحية والنقد المسرحي، باعتبارهما أسس التقدم والنهضة وتذوق الحياة والإقبال عليها.
فإضافة إلى كونه أول من أسس ورسّخ الدرس المسرحي، فهو أول من أرسى الكثير من التقاليد المسرحية، وعمل على توجيه مسارات المسرح الجامعي والمدرسي على السواء، لأنه كان يؤمن بأن تطور المسرح في الجامعة المغربية رهين بتطور المسرح المدرسي.
صفوة القول؛ حسن المنيعي من النقاد القلائل الذين اهتموا بأشكال العرض المسرحي، فنحث مفاهيم أساسية للعرض، واستقر على مفهوم الفرجة المسرحية، كما نحت العديد المصطلحات التي أضحت رائجة في مجال النقد والتنظير المسرحيين من قبيل الأشكال الـ"ماقبل مسرحية"، والارتجال، والدراماتورجيا، والتمسرح، وما بعد الدراما وغيرها.





