مغرب المواطنة مدير النشر: خالد الرحامني / E-mail: info@mouatana.com
مونديال الأندية 2025: هيمنة أوروبية وبرازيلية وإخفاق إفريقي واضح
مغرب المواطنة2025-06-27 10:15:45
للمشاركة:

مونديال الأندية 2025: هيمنة أوروبية وبرازيلية وإخفاق إفريقي واضح

مونديال الأندية 2025: هيمنة أوروبية وبرازيلية وإخفاق إفريقي واضح

مونديال الأندية 2025: هيمنة أوروبية وبرازيلية وإخفاق إفريقي واضح

انطلقت النسخة الأولى من كأس العالم للأندية بنظامها الجديد بمشاركة 32 فريقا في الولايات المتحدة، وسط أجواء مناخية صعبة وحضور جماهيري متفاوت، لكن أبرز ما طبع الجولة الأولى من المنافسات هو هيمنة الأندية الأوروبية وتفوق نظيرتها البرازيلية، في مقابل إقصاء جماعي ومبكر للأندية الإفريقية، ما يطرح علامات استفهام كبرى حول واقع الكرة في القارة السمراء.

ففي الوقت الذي بصمت فيه الأندية البرازيلية على حضور قوي، تأهلت بموجبه كل من فلامنغو، بالميراس، بوتافوغو وفلوميننسي إلى الدور الثاني، ونجحت في هزيمة كبار القارة الأوروبية، مثل باريس سان جرمان وتشلسي، غادرت الأندية الإفريقية مبكرا، حيث ودع كل من الأهلي المصري، الوداد المغربي، الترجي التونسي، ماميلودي صنداونز الجنوب إفريقي، وأوكلاند سيتي (ممثل أوقيانوسيا) المنافسات من الأدوار الأولى.

هذا الإقصاء المبكر للأندية الإفريقية يكشف مرة أخرى الهوة الشاسعة بين القارة السمراء وبقية العالم، لا سيما أوروبا وأميركا الجنوبية، سواء من حيث المستوى الفني، أو البنية التحتية، أو الموارد المالية والبشرية. كما يعيد إلى الواجهة السؤال المزمن حول جدوى الدوريات المحلية في إفريقيا، التي رغم غناها بالمواهب، تبقى عاجزة عن المنافسة في المحافل الكبرى، في ظل هجرة جماعية لأبرز لاعبيها نحو الاحتراف في أوروبا.

وبينما تفرض أوروبا قوتها التنظيمية والمالية، وتتمتع أنديتها بقدرات لوجستية هائلة، تظهر الأندية الإفريقية كمجرد مشاركين رمزيين في نسخة يراد لها أن تكون بمثابة “مونديال الأندية الحقيقي”، لكنها سرعان ما تغادر دون أن تترك بصمة، ما يعكس قصورًا في التخطيط، وتراجعًا في التنافسية، وافتقارا لاستراتيجية قارية قادرة على تطوير مستوى اللعبة.

في المقابل، استعرضت الأندية البرازيلية قوتها الفنية، مستفيدة من حماس جماهيري كبير ووجود جالية قوية في الولايات المتحدة، فيما ظهرت الجماهير الأوروبية أكثر تحفظًا، رغم سيطرة فرقها على نتائج الدور الأول، حيث لم يُقص سوى ثلاثة أندية أوروبية من أصل 12 مشاركة.

على صعيد التنظيم، واجهت البطولة تحديات كبيرة بسبب الظروف الجوية القاسية التي يعرفها الصيف الأميركي، حيث تزامنت العديد من المباريات مع درجات حرارة تتجاوز 35 درجة مئوية، ورطوبة عالية، ما دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى فرض فترات راحة للتزود بالمرطبات، مع تسجيل توقف خمس مباريات بسبب العواصف الرعدية، حسب البروتوكول الأميركي المعمول به.

ورغم أن “فيفا” أعلن بيع نحو 1.5 مليون تذكرة، إلا أن بعض الملاعب بدت شبه فارغة، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى نجاعة اختيار ملاعب ضخمة بسعة تفوق 60 ألف متفرج في مدن لا تعرف بشغفها الكبير بكرة القدم. وبين واقع الملاعب الفارغة، والطقس الحارق، وتفوق كروي لاتيني-أوروبي، يظل أداء الأندية الإفريقية في هذا المونديال ناقوس خطر، ودعوة ملحة لإعادة التفكير في بنية اللعبة في القارة، والعمل على إصلاحات جذرية، تمكنها من الارتقاء إلى مستوى التحديات القارية والعالمية.

 

مغرب المواطنة
للمشاركة: