مكناس...مجلس إقليمي اتحادي مؤسس لأفق تنظيمي وسياسي واعد

انطلقت مساء يوم الأحد 15/06/2025 بمقر عبد الرحيم بوعبيد أشغال المجلس الإقليمي تحت إشراف الأخ سعيد بعزيز عضو المكتب السياسي ورئيس لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب وفق جدول الأعمال التالي:

- عرض المكتب السياسي الذي تناول راهنية الوضع السياسي داخليا وخارجيا.

- تقرير تركيبي عن حصيلة أشغال الكتابة الإقليمية سياسيا وتنظيميا.

انطلقت أشغال المجلس بالكلمة الترحيبية بالأخ سعيد بعزيز وبالحضور الاتحادي الوازن الذي غصت به قاعة المرحومة انتصار خوخو من طرف عضوة الكتابة الإقليمية للحزب والكاتبة الإقليمية لمنظمة النساء الاتحاديات والتي عبرت فيها عن اهمية انعقاد دورة المجلس الإقليمي للاتحاد الاشتراكي مما يؤكد على الحركية التنظيمية الصاعدة للحزب على المستوى الإقليمي مؤكدة في معرض كلمتها على نضالية الأخ سعيد بعزيز على الساحة السياسية الوطنية وعلى مستوى الأداء المتميز والفاعل بحكم ترؤسه للجنة العدل والتشريع بالبرلمان.

مداخلة عضو المكتب السياسي استهلها بتحية وشكر الأخوات والأخوة الحاضرين على حضورهم المتميز والذي يجسد كل المواقع التنظيمية إقليميا التي ينعكس إشعاعها على مستوى الأداء التنظيمي إقليميا مستعرضا في بداية مداخلته التطورات واللغط واللغو السياسي لبعض مكونات المعارضة حول موضوع ملتمس الرقابة الذي لفته العديد من التأويلات والمغالطات السياسة التي كانت تهدف إلى ضرب الحزب وتقويض فعاليته السياسية وذلك بتغيير مسار الملتمس الذي اشتغل عليه الحزب منذ سنة 2023 معتبرا أن الوعي السياسي الاتحادي تحدى كل المناورات البئيسة للأحزاب الثلاثة التي كانت مصطفة مع الاتحاد الاشتراكي في صف المعارضة والتي أبانت عن انتهازية سياسية مقيتة مؤطرة بخلفيات متجاوزة بهدف الركوب على ملتمس الرقابة وإظهار حزب الاتحاد الاشتراكي بالحزب الذي تخلى عن الملتمس لكسب مواقع وامتيازات سياسية.

غير أن الوعي السياسي والتجربة النضالية لحزب القوات الشعبية استطاع أن يحول ملتمس الرقابة من ملتمس برلماني الى ملتمس رقابة شعبي لتقييم ومسائلة السياسات الحكومية على مستوى الفشل الحاصل لتوجهاتها الاقتصادية والاجتماعية التي أضرت بأوسع الفئات الشعبية التي تضررت بالأزمة التي أهدرت كل الإنجازات التي تمت في عهد حكومة عبد الرحمان اليوسفي خصوصا على مستوى اتساع الهشاشة الاجتماعية وتفشي البطالة في صفوف الشباب وانتشار المحسوبية السياسية معتبرا أن ملتمس الرقابة الشعبي يهدف إلى إحداث رجة سياسية تمكن أوسع الفئات الشعبية من الاضطلاع على حقائق الأمور ضدا على التغليط الممنهج للمتهافتين على تهريج شيخهم وخبله السياسي الذي أحال واقع حزبه إلى مجرد براح متاجر بكل القيم والمبادئ المنتصرة لقدسية النضال والالتزام به بحيث ومن خلال كم التغليط الهائل الذى وظف عبر وسائط التواصل الاجتماعي وعلى مستوى بعض وسائل الإعلام الاسترزاقية التي أبانت عن عمق الجهل بأدبيات الصراع السياسي الشريف الذي يتبناه مريدو شيخهم وصنمهم المعتكف على محراب اللغو والمين.

وقد أكد الأخ سعيد بعزيز على أهمية مخرجات المجلس الوطني الأخير الذي كان خير مدافع عن مبادرة الحزب وعن مواقف الفريق البرلماني الاتحادي الذى بدأ بالفعل العمل على مستوى تقييم العمل الحكومي عبر دعوته لثمان مؤسسات عمومية للبرلمان لمسائلتها حول النتائج والمحصلات الاقتصادية والاجتماعية التي عطلت عجلة النمو بالمغرب وأضرت بمصالحه على كل المستويات وبمصالح المواطنين على مستوى الغلاء المعيشي وعلى المستوى التنموي الذي لا يرقى لواقع مغرب مقبل على العديد من التحديات الاقتصادية والمالية في أفق 2030.

مؤكدا أن التغول الحكومي الحاصل حاليا يضرب في العمق مبدأ المشاركة والعدالة المجالية المرتكزة على روح دستور 2011 ومخرجات النموذج التنموي الجديد معتبرا أنه لا تنمية بدون ديموقراطية ولا تنمية بدون مؤسسات قوية محذرا بأن هناك مسار ممنهج يستهدف إضعاف المؤسسات من طرف من لهم مصلحة في استدامة التغول السياسي بكل أشكاله التدبيرية والسياسة من خلال التعطيل المتعمد لكل الأوراش الإصلاحية والتنموية مقابل دعم المخططات الفاشلة نموذج المغرب الأخضر الذي يرخي اليوم بظلاله السلبية على القطاع الفلاحي بكل تنوعاته النباتية والحيوانية والمائية وذلك بسبب اتباع سياسات عفى الله عما سلف والتي عمقت جذور الأزمة بالمغرب على كل المستويات الاجتماعية والحقوقية والاقتصادية والقانونية مما يؤكد حماية الفساد وشرعنته قانونيا معتبرا أن عدم تفويت العديد من الاختصاصات للجهات من طرف بعض الوزراء يعتبر شططا لا مبرر له مما يعطل مفهوم الجهوية المتقدمة ويضع الجهات أمام العجز عن تدبير قضاياها بصورة مرنة بعيدة عن البيروقراطية الحكومية المرسخة للتغول بأبشع صوره.

التقرير التركيبي للكتابة الإقليمية قدمه الكاتب الإقليمي الأخ يوسف بلحوجي الذي تمن محتوى عرض الأخ سعيد بعزيز الذى أحاط بالعديد من القضايا التي كانت محط تساؤلات العديد من المناضلين مؤكدا أن الأخ البرلماني سعيد بعزيز نعتبره بالكتابة الإقليمية برلمانيا عن مدينة مكناس من خلال ترافعه عن المدينة في العديد من القضايا والتي كان آخرها ملف تثمين المدينة العتيقة بمكناس والتي أدمجت في الشطر الثاني بعد غياب أي مبادرة من برلماني المدينة الذين لم يحركوا ساكنا في الموضوع.

بعد ذلك تطرق الأخ الكاتب الإقليمي للسياقات التي يتعقد فيها المجلس الإقليمي دوليا وجهويا وعربيا اكد في معرض مداخلته على النجاحات السياسية التي حققها المغرب على المستوى الديبلوماسي حول قضيتنا الوطنية بفضل الرؤية السديدة لصاحب الجلالة محمد السادس في المجالات المرتبطة بالتدبير السياسي لهذا الملف الذي عمر طويلا.

مؤكدا كذلك على دور الديبلوماسية الموازية الداعمة للقضية الوطنية مشيرا بمواقف سكان الأقاليم الجنوبية المنتصرة للوحدة الترابية للمغرب، طارحا في عرضه الكرونولوجي عمل الكتابة الإقليمية من خلال أهم المحطات التنظيمية التي طالت المشاكل والقضايا المرتبطة بالتدبير الترابي لجماعة مكناس وما يطاله من تجاوزات على كل المستويات كما تطرق إلى الملفات المرتبطة بتأهيل المدينة وبنياتها التحتية والإنارة العمومية والأحياء الناقصة التجهيز والتطاول الحاصل من طرف رئيس المجلس على مجموعة من المشاريع التي ينسبها بهتانا للمجلس والذي لا علاقة للمجلس بها معتبرا أن الإعلان عن فتح المسبح البلدي بالمجان يوم السبت 14-6-2025 قرار متهور لا يحترم القوانين المؤطرة للقانون التنظيمي (14-113) المتعلق بالجماعات الترابية بحيث أن المسبح البلدي ليس ملكية خاصة بالرئيس باعتباره ملكا عاما تؤطره وتحكمه العديد من القوانين خصوصا على مستوى ضبط المداخيل الخاصة بالجماعة الترابية باعتبار أن مداخل المسابح تعتبر جزءا من مداخل الجماعة وليست مجالا للتصرف الفردي من طرف رئيس المجلس مؤكدا على توجيه نداء للسلطات الإقليمية للتدخل تجاه هذه الممارسات التي تعتبروتشكل انتخابات سابقة لأوانها.

أما على مستوى الشق التنظيمي فقد تطرق الأخ الكاتب الإقليمي لأهم المحطات التنظيمية التي طالت:

- هيكلة الفروع على المستوى الاقليمي بالإضافة إلى القطاعات الحزبية والشبيبة الاتحادية ومنظمة النساء الاتحاديات مؤكدا على دعم الحركية التنظيمية عن طريق دعوة الفروع بالقيام بالأنشطة الإشعاعية والتواصلية مثمنا في هذا الصدد النشاط المتميز الذي أنجزه فرع حمرية والذي كان له صدى قويا على مستوى مدينة مكناس، مثمنا في نهاية عرض الدور الهام للإعلام الحزبي الإقليمي والوطني المواكب للقضايا التي تهم الساكنة والمدينة على حد سواء.

كما لم يترك الفرصة تمر للإشادة بالمبادرة التي أقدم عليها الحزب بمعية الأساتذة الذين تطوعوا لتقديم دروس الدعم لتلامذة الباكالوريا منوها بتضحياتهم التي انعكست إيجابا على نتائج التلاميذ الذين حصلوا على شهادة الباكالوريا، مختتما عرضه الهام بشكر الأخ سعيد بعزيز على ترأسه أشغال المجلس الإقليمي وشكر كافة المناضلات والمناضلين على حضورهم المتميز الذي أسهم في نجاح أشغال المجلس الإقليمي بمكناس.

جبوري حسن