مغرب المواطنة مدير النشر: خالد الرحامني / E-mail: info@mouatana.com
هل حان الوقت لرؤية امرأة على رأس الحكومة المغربية ؟
مغرب المواطنة2025-02-01 08:10:56
للمشاركة:

هل حان الوقت لرؤية امرأة على رأس الحكومة المغربية ؟

هل حان الوقت لرؤية امرأة على رأس الحكومة المغربية ؟

عز الدين إزيان

مراكش – في المشهد السياسي المغربي، تزداد مكانة النساء في مواقع المسؤولية، لكن وصولهن إلى رئاسة الحكومة لا يزال غير محقق. ورغم أن المغرب قطع أشواطا مهمة في تمكين المرأة سياسيا وبعد النقاش الكبير حول المرأة ومدونة الأسرة، فإن منصب رئيس الحكومة ظل حتى الآن حكرا على الرجال، ما يطرح تساؤلات حول مدى استعداد البلاد لكسر هذا الحاجز.

من بين الأسماء النسائية التي برزت بقوة في الساحة السياسية، نجد فاطمة الزهراء المنصوري، التي قدمت نموذجًا ناجحا للقيادة النسائية في مناصب مختلفة. استطاعت أن تفرض نفسها كرقم صعب في التدبير المحلي، حيث قادت وتقود حاليا مدينة بحجم مراكش بجرأة وحكمة، وواجهت تحديات معقدة تتعلق بتسيير إحدى أكبر الحواضر السياحية في العالم. كانت عمدة حازمة، عملت على تعزيز الشفافية في التسيير، وإطلاق مشاريع تنموية كبرى، رغم العراقيل التي واجهتها في فترة ولايتها.

لكن مسارها لم يتوقف عند الشأن المحلي، بل امتد إلى السياسة الوطنية، حيث شغلت منصب رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، أحد أبرز الأحزاب المغربية، قبل أن تصبح المنسقة الوطنية للحزب، ما جعلها إحدى النساء الأكثر تأثيرا في المشهد السياسي. شخصيتها القوية، قدرتها على الحسم في القرارات، ونهجها الواقعي في تدبير الأزمات، جعلتها تحظى بثقة أعضائه، حيث لعبت دورا محوريا في رسم توجهاته السياسية وترسيخ مكانته كقوة فاعلة داخل الساحة الوطنية.

ولم يكن هذا التتويج سوى تمهيد لمرحلة أخرى أكثر أهمية في مسيرتها، حيث عينت من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وزيرة على رأس قطاع إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، وهو قطاع محوري في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب.

بصفتها وزيرة، واجهت المنصوري ملفات شائكة تتعلق بالسكن الاجتماعي، وإعادة تأهيل المدن العتيقة، ومكافحة السكن غير اللائق، حيث تبنت مقاربة عملية تعكس فهما عميقا لاحتياجات المواطنين. لم تكتف بالإشراف الإداري على هذا القطاع، بل نزلت إلى الميدان، حيث قامت بجولات ميدانية لمتابعة المشاريع، ما عزز صورتها كمسؤولة قريبة من الواقع اليومي للمواطنين.

وإلى جانب دورها في التخطيط العمراني، أطلقت مشاريع اجتماعية كبرى تهدف إلى تحسين ظروف العيش، من خلال توفير السكن اللائق للفئات الهشة، وإعادة تأهيل الأحياء الفقيرة، وتعزيز البنية التحتية في المناطق القروية، وإطلاق جيل جديد من تصاميم التهيئة…

نجاح المنصوري في هذه المهام يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول مستقبل القيادة النسائية في المغرب. فهل يمكن أن نشهد في القريب العاجل امرأة تقود الحكومة؟ التجارب الدولية أثبتت أن النساء يمكنهن تسيير دول بكفاءة، فهل المغرب مستعد لمنح المرأة هذه الفرصة؟
وصول امرأة إلى رئاسة الحكومة لن يكون مجرد خطوة رمزية، بل تحولا حقيقيا في المشهد السياسي، يعكس إيمانًا فعليا بقدرات النساء على قيادة البلاد. ومع وجود أسماء وازنة أظهرت مهارات قيادية متميزة، يبدو أن المسألة لم تعد مرتبطة بالكفاءة، بل بمدى استعداد الفاعلين السياسيين لكسر التقاليد وفتح المجال أمام النساء للوصول إلى أعلى مراكز القرار.

 

مغرب المواطنة
للمشاركة: