مهرجان مكناس خشبة لمسارح العالم: هل يحقق النوعية... ويكون البديل الأصل للمهرجان الوطني للمسرح ؟
مهرجان مكناس خشبة لمسارح العالم: هل يحقق النوعية... ويكون البديل الأصل للمهرجان الوطني للمسرح ؟
متابعة للشأن المحلي بمكناس محسن الأكرمين.
في ظل الخربشة الثقافية غير المتوازنة بتناسق الاستراتيجيات، يعود فن المسرح إلى المدينة من بوابة مهرجان (مكناس خشبة لمسارح العالم)، بعد أن كان تفجير المهرجان الوطني للمسرح سابقا من الداخل... !!! واعتماد ترحيله إلى مدينة تطوان بقرار من (محمد الصبيحي وزير ثقافة سابق) خوفا من التفتيت والقتل، وإهانة المسرح بمكناس!!! لكن تلك الإهانة (المبتكرة) بقيت تلاحق المهرجان بنفس الإشكالات المتفحمة، وبحجم يزيد حتى بمدينة الحمامة البيضاء !!
اليوم عودة المسرح إلى مكناس ليس من باب الصدفة والوعي الفجائي العفوي، بل حضر من يقظة التحدي، وتدعيم المكتسب المسرحي بالمدينة (مكناس خشبة لمسارح العالم)، والاشتغال على البدائل البنائية، بدل الوقوف والتباكي على أطلال (مهرجان وطني للمسرح) منذ البدايات كان يصنع العثرات التنظيمية، والفتنة بين المسرحيين أكثر من الفرجة والمشاهدة !!!
الدورة الثالثة لمهرجان (مكناس خشبة لمسارح العالم)، بدأت تتلمس التخلص من الإكراه الماضي للمسرح بمدينة مكناس. شرعت في العمل على توفير الشروط اللازمة لضمان النجاح على المستوى التنظيمي، وشق تنزيل البرنامج العام والمزاوجة بين التأطير والتكوين والتدريب، ولما لا حتى البحث عن بيان مستويات الخطاب المسرحي وأبعاده الثقافية والفكرية.
لن نستعجل ذكر نجاح مهرجان (مكناس خشبة لمسارح العالم) في دورته الثالثة كحكم قيمة تراكمي، بل قد نضع الدورة ضمن مجهر التتبع والتفحص، والتقصي النوعي بمعايير متعددة من جملة التفاعلات الداخلية للبرنامج الغني بالمشاهدة المسرحية، وتتبع تفاصيل التكوينات والتدريبات التفاعلية. قد نبحث عن قيمة الدورة الثالثة بالتفرد والتميز، ونقلتها التنوعية عن سابقاتها، وهل قد يصبح المهرجان قوة ضمن خارطة المسرح الوطني أولا، ولما حتى العالمي؟
معظم النقاد في مكون المسرح المغربي، يعترفون بصريح العبارة بوجود خلل كبير صارخ يخيم على أداء المسرح الوطني !!! حيث أكدوا على أن المسرح المغربي بات رديف (خطابات المجاملة، والانتشاء، والتقوقع حول الذات...) !!! لكن نحن ليس مع التعميم المفرط في التعويم والإقحام، ولكن قد نقول: بأن هنالك استثناءات حاضرة ابتكارية بالجودة والجدية، وغير مستنسخة لا من حيث (الخطابات الدلالية، والتصورات السينوغرافية، و لا من حيث الرؤى الإخراجية...).
لن نختلف مع أدوار أبي الفنون، ولكنا قد نقيس النجاح النوعي للدورة الثالثة (3) من حيث الأثر المرجعي التفاعلي والعام، بعد الانتهاء من مهام تمرير أنشطة البرنامج الكلي. نقيس الأداء، من حيث جودة التنظيم، ومخرجات التدريبات، والتكوينات المندمجة داخل الورشات وغيرها. نقيس نوعية الاستقطاب والاحتفاء، من خلال عروض الركح وقيمتها المعرفية والفنية، وكذا من خلال التفاعل مع المشاهد والحضور الفني والجماهيري، ما دمنا حقيقة:"لا نتوفر على تقاليد عريقة للمشاهدة المسرحية".



