مغرب المواطنة مدير النشر: خالد الرحامني / E-mail: info@mouatana.com
الملتقى الثالث  للأيام الروحية  والثقافية  والفنية  لأهل قصبة هدراش بمكناس، يدعو لتطوير موسم الهادي بنعيسى والارتقاء به الى مهرجان وطني
مغرب المواطنة2024-09-22 11:56:01
للمشاركة:

الملتقى الثالث للأيام الروحية والثقافية والفنية لأهل قصبة هدراش بمكناس، يدعو لتطوير موسم الهادي بنعيسى والارتقاء به الى مهرجان وطني

الملتقى الثالث للأيام الروحية والثقافية والفنية لأهل قصبة هدراش بمكناس، يدعو لتطوير موسم الهادي بنعيسى والارتقاء به الى مهرجان وطني

مكناس :عبد الصمد تاج الدين
دعى المشاركون في أشغال الندوة الفكرية المنظمة نهاية الاسبوع الماضي من طرف مختبرالقصبة للدراسات والتربية والتدريب والاعلام ،العمل على الارتقاء باحتفالات المولد النبوي بمكناس الى مهرجان وطني تلتئم فيه كل أنواع التصوف اعتمادا على التنسيق والتكامل بالشكل الذي يجعل من المناسبة التي تحجها كل الزوايا الصوفية من مختلف المدن من ربوع الوطن وخارجه ، مؤكدين أن البقاء على النمطية والشكل المعتمد في احياء هذه المناسبة والتي ما فتأت تشكو من مجموعة من الأعطاب والنواقص، بات متجاوزا وغير مساير للركب الثقافي و الحضاري ويفتقر لأليات اشعاع الثراث المادي واللامادي للمدينة، ما يؤخر عملية التنمية المحلية ويفقد بوصلة الطريق بالشكل الصحيح ، مؤكدين أن الوضع يقتضي تبني استراتيجية واضحة المعالم مفادها العمل وفق تنسيق تام ومنسجم بين جميع مكونات القطاع الثقافي والديني والمنتخبين والسلطات المحلية لتبني هذا المشروع المتعلق بتطويرنمط الاحتفال بموسم الهادي بنعيسى.

وناقش المشاركون في هذا اللقاء المنظم ضمن فعاليات الملتقى الثالث للأيام الروحية والثقافية والفنية لأهل قصبة هدراش يوم الجمعة 20 شتنبر 2024 بمكناس ،والذي رفع له عنوان: " المولد النبوي ،ثقافة روحانية لتعزيزالقيم الأخلاقية والوطنية " وأطره كل من الدكتور عبد الرحمان بنزيدان أستاذ جامعي وباحث وخبير في مجال المسرح والثراث عامة ،و الأستاذ محسن الاكرمين أستاذ أكاديمي وباحث في المجالات الثراثية ومحمد امين النظيفي، إعلامي ومهتم بالشأن الثقافي ، وعزيز عماشي كاتب وشاعر فن الملحون .

و استهل المداخلات ،الدكتور عبد الرحمان بنزيدان الذي ركز على دور الإسلام وقيمه الروحية وربطه بالسياقات العالمية مبرزا في هدا الصدد مبادئ التسامح والتقيد بالقيم الأخلاقية واعتماد الوسطية ونبد كل اشكال العنف والتطرف التي يتميز بها الإسلام ، و هي العوامل الأساسية يقول بنزيدان، التي يسرت و سرعت بإقناع مجموعة من المؤسسات والطوائف الدينية بالدول الغربية، ما نتج عنه تحويل العديد من الكنائس بهذه الدول الى مساجد يذكر فيها اسم الله ، وهدا التميز والاستفراد بوسطية الهوية الدينية وقيم التعايش والتسامح ، يضيف الأستاذ المحاضر، وضع الإسلام امام مرمى لاستهدافات أعدائه الذين يحاولون بشتى الوسائل زعزعة روحانية وقيم ومبادئه عبرالعمل على تحريف مضامين آيات كتاب الله في محاولة منهم لافراغه من روحانيته ، مستغلين في الترويج لذلك شبكات التواصل الاجتماعي للتاثيرعلى الشباب لجعلهم يتشبعون بأفكارالنمودج الأيديولوجي الممنهج الذي يوافق هواهم على حد تعبيره . وختم بنزيدان أن المغرب الذي يبقى محافظا على هويته الوسطية مع مختلف الثقافات والهويات الدينية، بعيدا عن كل اشكال العنف والتطرف ، جعل منه بلدا يبقى ثابتا ونمودجا في للمرجعيات الدينية .

وشكلت باقي محاورهذه الدورة التي كانت غنية بالمواضيع الهامة وذات الراهنية والصلة المباشرة بالسيرة والاحتفال بذكرى المولد النبوي، فرصة للوقوف على مجموعة من الخصائص، شخصها كل من الأستاذ أمين النظيفي والمتعلقة بطريقة الاحتفال و احياء ذكرى المولد النبوي والطقوس التي ترافق المناسبة عبر سرد كرونولوجي تاريخي للحقب الزمنية بالمغرب وبمكناس على وجه الخصوص ، مستشهدا في عرضع بالمرجعيات و التوابت التاريخية الدينية الغنية بالقيم والأخلاق الفاضلة المستلهمة من روح إرث السلف الصالح ، كما ذهب في نفس السياق الأستاذ عزيز عماشي الذي أتحف وشنف اسماع الحاضرين بمجموعة من قصائد فن الملحون قوامها الذكر والمديح لسيد البرية رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ولعل ما ميز آخر مداخلة في اللقاء ،هو تساؤل الأستاذ محسن الاكرمين الذي قدم نقدا داتيا للشأن الثقافي بالمدينة ، معتبرا ما يجري في الساحة الثقافية بمكناس ، شيء لم يعد مقبولا، موضحا أن الاستمرار على اعتماد الشكل والمحتوى الذي يتم به احياء ذكرى المولد النبوي بمكناس في علاقته مع مدبري القطاع محليا ومركزيا ، هو في حاجة ماسة لإعادة النظر وتصحيح مضامينه، عبر التأسيس لمؤتمر يستجمع فيه أهل مكناس ومثقفيها على طاولة واحدة يناقش حولها جميع المعطيات ومجموع المؤشرات بالمدينة للاشتغال على ضوئها لصناعة نوع الثقافة وتيمتها الخاصة بالمدينة ، وفي هذا السياق يقول محسن الاكرمين،نستطيع القطع مع تلك النمطية الروتينية التي يتم بها احياء ذكرى المولد النبوي واعتماد بدلها في نفس المناسبة ، مهرجانا وطنيا لعيساوة تشارك فيه كل الفرق والطوائف العيساوية التي هي في الواقع تحضرعادة الى مكناس وبدون أي مقابل ،فقط وجب احاطتها باستقبال وكرم ضيافة وهذا ليس بعزيز على اهل مكناس الجديرة بمتبوأ المشهد الثقافي على أكثر من مستوى وصعيد .

وعقب اسدال الستار على اللقاء الفكري، قال محسن الاكرمين أن هذا الملتقى يعتبر المناسبة السنوية التي بقدر ما تؤمن لمرحلة عمل متجددة قوامها التواصل بين مختلف الفاعلين وتبادل الأفكار ووجهات النظر من اجل المساهمة في وضع أسس متينة بهدف خلق دينامية جديدة على مستوى الشأن الثقافي بالمدينة ، بقدر ما هي فرصة كذلك لإثارة الانتباه من اجل مراجعة المفاهيم الخاصة بتدبير الشأن الثقافي والنهوض به ،وهذا يقول الأستاذ الاكرمين هو الدور الحقيقي للجمعيتنا التي نسعى الى اشعاع المدينة والدفع بها لمواكبة التنمية والانخراط في انجاح الاستراتيجة الثقافية البديلة ،شاكرا في الوقت ذاته كل المساهمين في إنجاح هدا اللقاء الذي عرف توزيع شواهد شكر وتقدير على المشاركين في تأطير المحاور الموضوعاتية للقاء الفكري .

الملتقى الثالث  للأيام الروحية  والثقافية  والفنية  لأهل قصبة هدراش بمكناس، يدعو لتطوير موسم الهادي بنعيسى والارتقاء به الى مهرجان وطني

الملتقى الثالث  للأيام الروحية  والثقافية  والفنية  لأهل قصبة هدراش بمكناس، يدعو لتطوير موسم الهادي بنعيسى والارتقاء به الى مهرجان وطني

 

مغرب المواطنة
للمشاركة: