مهرجان خطابي وندوة فكرية بمدينة مكناس تخليدا للذكرى 87 لمعركة ماء بوفكران، مصطفى لكثيري يستحضر بالمناسبة توجيهات صاحب الجلالة بخصوص التدابير لمواجهة إشكالية الماء وترشيد عقلنة استعماله

مكناس :عبد الصمد تاج الدين

أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكتيري أن معركة ماء بوفكران سنة 1937 شكلت "حدثا معززا لمسار الحركة الوطنية وحركتها النضالية والاحتجاجية التي جاءت متزامنة مع سلسلة من المواقف التاريخية التي شهدها المغرب مطلع الثلاثينات من القرن الماضي."
وأضاف السيد الكثيري خلال الحفل الخطابي المنظم يوم الثلاثاء 3/09/2024 ، بقاعة ملحقة عمالة مكناس الإسماعيلية تخليدا للذكرى 87 لمعركة ماء بوفكران،أن هذه الانتفاضة التي تعرف أيضا بمعركة "الماء الحلو" والتي تعتبر بمثابة الشرارة الأولى لمواجهة الاستعمار وأطماعه التوسعية والتصدي لمحاولاته الرامية لإحكام القبضة على البلاد والاستئثار بثرواتها وخيراتها ، مذكرا أن مدينة مكناس وضواحيها، كانت في مستهل شهر شتنبر من سنة 1937 مسرحا لانتفاضة شعبية عارمة ضد تحويل مياه بوفكران نحو ضيعات المعمرين ومصادرة حق السكان الأصليين في سقي أراضيهم.
واستحضر السيد المندوب السامي فقرات من الخطاب الملكي السامي الأخير بمناسبة الذكلرى الفضية لعيد العرش المجيد " أن التحديات التي تواجه بلادنا، تحتاج إلى المزيد من الجهد واليقظة، وإبداع الحلول، والحكامة في التدبير. ومن أهم هذه التحديات، إشكالية الماء، التي تزداد حدة بسبب الجفاف، وتأثير التغيرات المناخية، والارتفاع الطبيعي للطلب، إضافة إلى التأخر في إنجاز بعض المشاريع المبرمجة، في إطار السياسة المائية،
فتوالي ست سنوات من الجفاف، أثر بشكل عميق على الاحتياطات المائية، والمياه الباطنية، وجعل الوضعية المائية أكثر هشاشة وتعقيدا. ولمواجهة هذا الوضع، الذي تعاني منه العديد من المناطق، لاسيما بالعالم القروي، أصدرنا توجيهاتنا للسلطات المختصة، لاتخاذ جميع الإجراءات الاستعجالية والمبتكرة لتجنب الخصاص في الماء. "
وأبرز السيد المندوب السامي الخطوات السديدة التي يوليها صاحب الجلالة وحكومته في التركيز على المشاريع المائية وترشيد وعقلنة استعمال الماء وتنزيل المخططات المائية الكبرى لتزويد الحواضربالماء الشروب وسقي الأراضي الفلاحية.
وعرف هدا الحفل الذي حضره إلى جانب السيد عامل عمالة مكناس رئيس المجلس الإقليمي ورئيس الجماعة الحضرية لمكناس ورئيس جماعة المشور الستينية والسلطات العسكرية والأمنية والوقاية المدنية ورؤساء المصالح الخارجية وحشد كبير من عائلات أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير ،"عرف" تنظيم ندوة فكرية حول موضوع دور المسجد الكبير بمكناس في احداث انتفاظة ماء بوفكران من تاطير ثلة من الأساتذة الجامعيين ورئيس المجلس العلمي المحلي استحضارا لحدث هده الانتفاضة الشعبية التاريخية واستجلاء لمضامينها ومعانيها العميقة، قبل ان يختتم الحفل بتكريم صفوة من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير بجهة فاس مكناس وتخصيص ألواح تذكارية لهم ومنح إعانات مالية لأبناء وأرامل أسرة المقاومة وجيش التحرير.