غياب جلسة المناظرة الفلاحية بمكناس في فعاليات الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب في دورته 16.
غياب جلسة المناظرة الفلاحية بمكناس في فعاليات الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب في دورته 16.
متابعة محسن الأكرمين.
تختلف الآراء الوصفية حول تقييم مشاهد متنوعة من الملتقى الدولي للفلاحي بالمغرب في دورته (16)، وهي الدورة الانتقالية بين القيادة القديمة والقيادة المنتدبة الجديدة بالإنابة. تتباين الآراء بين من يُمجد الأداء في هذه الدورة (16) ويسوق للصور المليحة، وبين من ينتقص من قيمة الأثر المرحلية، ويركب على معادلة مطالب التنمية الشمولية بالمدينة.
لا علينا، فنحن جميعا بمدينة مكناس نعترف بأن الملتقى الفلاحي بات جزءا من زمن المدينة التنموي، بات متنفسا فسيحا للمدينة كي تتزن وتنفض غبار التقادم والتهالك عنها، بات يرفع من سومة مَشاهد (الطندوس) للمدينة في وسائل الإعلام العمومي والدولي. فلما هذا الاختلاف والتباين بين الآراء والمواقف في الحصيلة ؟ و لزام القول فالملتقى الفلاحي الدولي بالمدينة أصبح من أكبر التظاهرات الوطنية إشعاعا ومتابعة.
لن نُمايز ونُفاضل بين الرأيين، فلكل منهما مصداقيته ومرجعيته ومتناقضاته، لكنا نرى أن المدينة تسير وفق تقاطب سياسة الأحلاف والشيع المتناحرة، وكذا تغيير المواقف بين عشية وضحاها (سياسة الولاءات). قد نستبق القول ونُقر من خلال الارتسام الأولي أن الدورة (16) لا تحمل تلك النوعية (الموعود بها سلفا سياسيا) والتي كان البعض يسوق لها (بالتطبيل) وبامتياز التغيير في تدبير شأن الملتقى الكبير. دورة لا تحمل التجديد كما تم التبشير به، بل بقت الدورة في أعداد الأرقام التراكمية الكمية (د16). فالدورة سبقتها السفسطة السياسية بالمدينة، وفي جلسات مجلس جماعة مكناس أكثر من اللازم، رغم أنه ملتقى للفلاحة وليس ملتقى لتصفية الحسابات، والتناحر السياسي التدافعي. دورة انتهى فيها (السابوتاج) القديم بميلاد (سابوتاج) البوليميك، وكأن مكناس تنتج الطواحين الهوائية و(الهضاضرية) الكبار بدل إنتاج الفعل التنموي التشاركي.
لن نتحدث عن (البريكولاج) الذي فاق التوقعات القديمة في النوعية والمعالجة اللحظية. لن نتحدث عن ذلك (الزواق) والتلميع، لن نتحدث عن صناعة جيل جديد من الطيعين السياسيين، والمنبطحين عند كل منعرج سياسي (خَاوِي) وداخل ردهات أقطاب الملتقى الفلاحي !! اليوم سنتحدث عن غياب المناظرة الدولية الكبرى للفلاحة بمكناس، والتي كانت بحق قنديل إضاءة بالنسبة للمدينة وزوارها. مناظرة تم التخلي عن أشغالها منذ الدورة العاشرة (10) للفلاحة، وكان التوجه الكبير في ترحيلها نحو مدينة أخرى، وحين فشل السعي والمبتغى تم تصفيتها بالإسقاط، وتجاوزها كليا من البرنامج العام لملتقيات الملتقى الفلاحي.
قد لا نعرف الأسباب الحقيقية التي كانت سببا في إيقاف ووأد المناظرات الفلاحية الدولية بمكناس، والتي كانت بحق محفلا دوليا يُنتج المعرفة العلمية الفلاحية، ويقوم السياسة الفلاحية بكل جرأة ومصداقية، وقد شكلت بذلك رافعة علمية حصرية بمدينة مكناس، وبديلا واعدا لتعزيز التنمية الفلاحية المجالية.
قال أحد الزوار من مهندسي الفلاحة: اليوم مكناس بلا مناظرة فلاحية، بات الملتقى الدولي للفلاحة يشبه المعرض الكبير للفلاحة. بات الملتقى يُنتج التجمعات والزيارات الميدانية، ولا ينتج المعرفة الفلاحية العلمية، وتقويم أثر الجيل الأخضر (2020/2030)، وأداء المغرب الأخضر (2018/2008) كأول إستراتيجية فلاحية من نوعها يتم إطلاقها وتنفيذها بالمغرب !!