على هامش عدد الجرائم التي عرفتها مدينة مكناس مباشرة بعد عيد الفطر
على هامش عدد الجرائم التي عرفتها مدينة مكناس مباشرة بعد عيد الفطر
عندما تتراجع الثقافة إلى الصف الأخير، وتعطى الحرية للأمية والجهل، ويجلس في الصف الأول أصحاب الجبهات العريضة والافواه المترعة والادعاءات الفارغة، ويقود السفينة أناس همهم الربح المادي الشخصي فقط، ويجلس على كراسي المسؤولية الثقافية أناس يتوهمون أنهم الأفضل في كل العصور والأزمنة، وأناس يرون الفن والثقافة في عدد الجماهير التي تضع وشما وتحلق بشكل غريب وتدخن الماريخوانا والشيشة.
عندما يتوارى الشعر والمسرح والرواية والقصة والفنون التشكيلية والموسيقى وباقي الأجناس الأدبية والفنية، وتُفرغ من أهدافها السامية ليقدمها أناس تافهون في المنصات واللقاءات والمهرجانات و.....
عندما..... عندما لا يبقى هناك أي معنى للثقافة ويصبح كل شيء رهن الاتجار والمتاجرة والأقلام والريشات والكاميرات للتأجير، وتمنح شواهد الدكتوراه للمقربين والطوائف عبر المنصات الصالونات المغلقة، وعندما يستقيل المثقف، وبدل الأشغال الشاقة والعدالة الفاعلة تمنح التكوينات والشواهد والتريبورتورات باسم حقوق الإنسان، ويصبح الردع أداة الاستثناء.
وعندما يصبح بعض الناس هم المتحكمون في الشارع بدل القانون وسلطة الدولة.
عندما... وعندما.... ماذا تنتظر..... طبعا كل ذلك ينتج الجريمة، وفقط.... الجريمة.


