مغرب المواطنة مدير النشر: خالد الرحامني / E-mail: info@mouatana.com
أية قيمة اعتبارية في لوحة تُشْبِهُ شواهد القبور لتخليد تاريخ المقاومة أمينة أبو رشيد؟
مغرب المواطنة2024-01-21 11:47:22
للمشاركة:

أية قيمة اعتبارية في لوحة تُشْبِهُ شواهد القبور لتخليد تاريخ المقاومة أمينة أبو رشيد؟

أية قيمة اعتبارية في لوحة تُشْبِهُ شواهد القبور لتخليد تاريخ المقاومة أمينة أبو رشيد؟

متابعة للشأن المحلي بمكناس محسن الأكرمين.


أثارتني صورة لوحة رخامية عُلقت بطريقة بدائية وعشوائية على حائط باهت، وبخلفية غير متناسقة. أفزعتني اللوحة (الشاهد) بحنق كبير، وأنا أُقارن بينها وبين تلك اللوحة الموسومة بالجمالية والتنميق الخطي في ذات الحزام الأخضر. بين اللوحتين قضية وطن حاضر، وثنائية متباعدة في تحرير الأرض والعباد من الحماية الاستعمارية، لكني اليوم سأوثر الحديث ن تلك اللوحة الباهتة لتسمية زنقة بحي بريمة باسم المقاومة الصنديدة المرحومة أمينة أبو رشيد، وأقول أولا (شكرا جزيلا لمن تكلف بوضعها عليا بتلك الزنقة المنغلقة، شكرا لأنك أعدت روح المناضلة أمينة أبو رشيد إلى الحياة، شكرا لأنك دَرْتِي جَهْدَكْ وأكثر...).
من البداية السليمة، نعلن ترحماتنا على أرواح شهداء الوطن بربوع المملكة الشريفة، والذين خاضوا معارك التحرير، وعلى رأسهم المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه، وكذا وريث سره وباني المغرب الحديث بالحكمة والرؤية السديدة المرحوم الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه.
قد لا نعلم أولا من نَصَّبَ تلك اللوحة الرخامية (اليتيمة التي تشابه كفن غريب !!!) والتي تحمل علامة تشوير وتسمية (زنقة المقاومة أمينة رشيد). لن نلقي اللوم والعتاب على أحد بالمبني للمجهول، ولا نريد تعرية الواقع بالتفاوتات الاجتماعية والاعتبارية حتى بعد الموت. لوحة تشبه حتما شواهد القبور، وبأقل جمالية لتخليد تسمية ذاك الحي بحومة بريمة العتيق باسم المقاومة أمينة أبو رشيد، والتي كانت بحق من نساء حي بريمة العريق بالمدينة العتيقة اللواتي اعتلين عرش المقاومة والدفاع عن الوطن والعرش الملكي.
يذكر التاريخ أن المقاومة أمينة أبو رشيد قد تم بتر يدها اليمنى بطلقات رصاصية نارية من قبل جنود المستعمر الغاشم. يذكر التاريخ أن المقاومة أمينة أبو رشيد، لم تسقط حينها أرضا، بل بقيت مُنتصبة القامة تمشي، مرفوعة الهامة تمشي بجروحها وسيل دمائها الطاهرة من جسمها النحيف. كانت بحق المرحومة من النساء الفدائيات التي لا تهاب المستعمر في نُصرة القضية الوطنية التحريرية، وعودة الملك الشرعي إلى عرشه، وقيادة جيش التحرير.
اليوم قد نكون غير أوفياء لتاريخ المقاومة بمكناس وبالتخصيص بحي بريمة المناضلة أيام زمن المستعمر الفرنسي. قد نكون أبخسنا تاريخ المقاومة أمينة أبو رشيد، وأَهَنَّاه (وَبَهْدَلْنَاهْ) بتلك اللوحة (الشاهد) التي تخلد لصورة المرأة المغربية المناضلة. قد نكون غير جادين في إصدار مقررات جماعية في تسمية بعض الشوارع، ونحن لا نحمل حتى رؤية تاريخية عن تلك الشخصيات التي يجب أن نعيد لها الاعتبار الكافي بعد موتها.
(يا واقفا على قبري ادع لي بالرحمة)، هي الجملة النهائية التي تطالبنا بها روح المناضلة أمينة أبو رشيد جميعا. هي الجملة التي تُغَيِّبُ المناصب والصفات والتراتبية الفئوية والاجتماعية !! اليوم بعد حنقي المتزايد عن تاريخ رجال ونساء مدينتي المناضلة، فتحت حوارا مع رئيس الجمعية الإسماعيلية لحفظ التراث والذاكرة حول تلك اللوحة (اليتيمة)، والذي بحق كان متفاعلا مع الأمر والطلب، فالتزم أمامي بصدق على تصويب لوحة زنقة المناضلة أمينة أبو رشيد بما يليق بالمقاومة النسائية بمكناس.

أية قيمة اعتبارية في لوحة تُشْبِهُ شواهد القبور لتخليد تاريخ المقاومة أمينة أبو رشيد؟

أية قيمة اعتبارية في لوحة تُشْبِهُ شواهد القبور لتخليد تاريخ المقاومة أمينة أبو رشيد؟

 

مغرب المواطنة
للمشاركة: