اعضاء المكتب التنفيدي للفيدرالية المغربية لناشري الصحف حاضرين بقوة في تقديم كتاب ” شغف وارادة“ ورئيسها“ الدكتورمحتات الرقاص” يرصد سيرة “محمد عبد الرحمان برادة” صاحب المؤلف “
اعضاء المكتب التنفيدي للفيدرالية المغربية لناشري الصحف حاضرين بقوة في تقديم كتاب ” شغف وارادة“ ورئيسها“ الدكتورمحتات الرقاص” يرصد سيرة “محمد عبد الرحمان برادة” صاحب المؤلف “
تم
اليوم الأربعاء بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، بالرباط، تقديم مؤلف
“شغف وإرادة، رهان في الإعلام والثقافة والسياسة” لكاتبه الإعلامي والناشر محمد عبد
الرحمان برادة.
كتاب
” شغف وإرادة..، يقع في أزيد من 300 صفحة من القطع المتوسط، وهو من منشورات ” ” وطبع ديريكت بريس
Direct Print وتصفيف وإخراج دار النشر المغربية بالدار
البيضاء ، ويتضمن الكتاب عدة فصول، اختار لها محمد برادة عناوين دالة على كل مرحلة
من حياته، استهلها بعد التمهيد ب” أول الحكي” و” وجدة في خاطري” و”سبريس مغامرة العمر” و” ذاكرة ملك” و” الجائزة الوطنية للصحافة”،
و” وسام الاستحقاق: رعاية ملكية”، و” في حضرة الملك: موسوعة الجهوية بين يدي محمد
السادس”.
كما
يتضمن هذا المؤلف المعزز بملحقين يتضمنان ” شهادات ووثائق ” و”صور وحكايات ” فصولا أخرى هي ” كتب لها تاريخ” و”
اتحاد الموزعين.. من باريس إلى بيروت” و” نادى طنجة أو
الحوار المؤجل” و ” غوتنبرغ يبعث في المغرب” و” دفاعا عن الأخلاقيات.. تجربة قناة
2M ” و”حياة أخرى الرياضة – الكشفية”.
تاريخ الاعلام
وفي تقديمه للمؤلف يقول عبد
الحفيظ القادري الوزير والسفير الأسبق، ” .. وبكل أخلاق عالية يستشف القارئ من هذا
الكتاب، الجامع المانع، الكثير من تفاصيل تاريخ الاعلام في وطننا، كما أنه ينصف الأحزاب
الوطنية الديمقراطية من خلال إبراز دورها ومساهمتها في انشاء سبريس، حتى آلت الي
ما آلت إليه، بفضل تظافر جهود الجميع”.
وبعدما أشاد ب” سي محمد برادة
الذي جمع بين حماسة الوطنية وعقلانية التدبير وروح التطوع في خدمة الإعلام والوطن،
بجدية ومثابرة ،أكد عبد الحفيظ القادري مدير صحيفة ” لوبينيون” الأسبق أن الكاتب ” ..أثبت بما لا يدع مجالا للشك، بأن
القوى الحية المغربية، إذا اجتمعت حول فطرة نبيلة صادقة وعملية، تفلح دائما في
مسعاها وتوفر للبلاد عناوين النجاح .
شغف جامح
لقد قرر محمد برادة الكتابة بشغف
جامح، رافقه لأزيد من ستة عقود، شغف قاده من الولادة الى هذه اللحظة التي يكتشف فيها
القارئ تفاصيل ما عاشه في حياة متعددة الأبعاد، كما يشرح في تمهيد الكتاب الذي
أوضح فيه كذلك بأنه عمد إلى توظيف رمزية الصورة، كشاهد على ما دونه، لتساهم معه في
كتابة سيرة اتسمت بغير قليل من عناصر الأصالة والخصوصية المغربية.
وأضاف : ” أستطيع أن أقول إنني
عشت في ملتقى الأمكنة والأزمنة، وبين ضفاف ثقافية وحضارية، وتنقلت بين لغتين،
ورسوت على ضفاف جغرافية فكرية وسياسية متشابكة، وكانت أيضا اهتمامات اشتركت فيها
مع العديدين، بينهم من رحلوا وقد تركوا بصماتهم في التاريخ الحديث الوطني، تاريخ
واكبته بكل آمالي وأحلامي، ونجاحاتي واخفاقاتي”.
أمكنة وأزمنة
وفي معرض توقفه عند تجربته منذ
سنة 1977 على رأس شركة سبريس للتوزيع والنشر أكد محمد برادة، بأنها لم تكن فقط
مجرد شركة توزيع تجارية، بل كانت بحق البيت الحاضن لرموز الصحافة، وملتقى تجاربها،
والورش الذي بلورت فيه كثير من الإنجازات والمشاريع الصحفية الناجحة، مثلما كانت
غرفة لتقديم المشورة، والتوجيه والنصح بمغربنا، وهو ما سيلمسه القارئ في هذا
الكتاب..”.
وإذا كان القارئ سيلتقى في هذا
الكتاب بشخصيات ووقائع مختلفة ، وبثقافات متعددة ، ويطل على آفاق جغرافية وحضارية متنوعة،
فإن برادة يعبر عن الأمل في ” أن يجد أبناء جيلي، وهم يتصفحون هذا الكتاب، بعضا
مما يكون، قد عايشوه و واكبوه مثلي، وأن يعثر فيه أبناء الجيل الذي جاء بعدنا، ما
يسعفهم في الإحاطة بجوانب من تاريخ الصحافة والثقافة والسياسة في المغرب الحديث”.
الإعلامي محمد عبدالرحمان برادة
من مواليد وجدة سنة 1941 ، تقلد عدة مهام ومسؤوليات في مجال الصحافة والتوزيع
والنشر منها رئيسا لكل من مؤسسة بروموس التي تعنى بالدراسات والنشر والتواصل، واتحاد
الموزعين العارب ما بين 2006- 2009 ولجنة أخلاقيات البرامج التلفزية بالقناة
الثانية المغربية.
”.
وبالمناسبة
عبر صحافيون و سياسيون و كتاب و أصدقاء برادة عن اعتزازهم بمسار محمد برادة ،من
خلال شهادات اجتمع فيها المودة و التقدير لشخصية طبعت منار الإعلام و الصحافة و
النشر في المغرب، و انطلق السفير السابق حسن عبد الخالق في سرد حياة برادة العملية
و ما عرفته من محطات جمعت بين النضال و الثقافة، قبل أن يعرج الصحافي نور الدين
مفتاح على سيرة برادة و علاقته بالنشر و الصحافة.
بدوره أكد
محتات الرقاص رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف في كلمته بهذه المناسبة ما
تناوله سابقيه في السرد والإثراء في حق محمد عبد الرحمان برادة، قائلا : “أحس
بالكثير من الحياء والخجل ويغمرني شعور الرهبة والهيبة وأنا أقف أمامكم لاقتراف
تمرين الكلام في حضرة الكبار… اعذروا هذه (الزعامة) من طرفي، ولقد حاولت كثيرا أن
يتم إعفائي من ذلك لوجود من هم أحق وأجدر وأقدر مني في مثل هذا المقام.
إلحاح المنظمين والمحتفى به أخجلني و، في الآن نفسه،
جعلني أحس بالإنتشاء والإعتزاز، وبصدق المحبة المتبادلة بيننا.
أيها الأصدقاء،
سي محمد عبد الرحمان برادة في مهنتنا ليس شخصا عاديا…
لقد مر الكثيرون وذهبوا، لقد عبروا مهنتنا وزمنيتنا والعديدون منهم تركوا طبعا
آثارهم، ولكن سي محمد بقي حاضرا إلى اليوم، يحضر في الميدان، في المهنة وحواليها،
في القلب وفي البال.
سيسرد أمامكم الكثيرون قصص السيرة وأفعال الشخص في”
سابريس” وقبلها ثم بعدها، ولن أحكي لكم أكثر منهم، ولكن نحن، في الفيدرالية
المغربية لناشري الصحف، حالفنا الحظ أن بقينا نتعلم من سي برادة إلى اليوم.
هو أحد عناوين قيادتنا التنفيذية الحالية، ومرجع مهني
وتدبيري وقيمي نسترشد به كل لحظة، نتعلم منه يوميا كيف نحترم الآخر، وكيف نحترم
الرأي الآخر، وكيف نحترم الآخر المختلف معنا، ونتعلم منه كيف نبني مع الآخر
المختلف توافقات منتجة وعملا مشتركا لمصلحة المهنة ولمصلحة بلادنا ومن أجل المستقبل.
لهذا نحن نتحلق حول سي برادة ونتعلم منه يوميا، وفي
حضرته نتحرر كلنا ونتطهر من كل الحسابات الأنانية والصغيرة والتافهة، ويقودنا نحو
استحضار مصلحة المهنة، ومصلحة بلادنا، وقدسية… الوطن.
هذا هو برادة ماضيا وحاضرا ودائما…، ولهذا نحن نحتفي به
هذا المساء.
أيها الأصدقاء،
أتذكر شخصيا، ورغم أنني توليت مسؤولية تدبير وإدارة
مؤسسة إعلامية وطنية عريقة في السنوات الأخيرة من عمل سي محمد في شركة التوزيع،
أنه دعاني إلى مكتبه وكان يضع أمامه الصحيفتان اللتان أديرهما، وأعد ملاحظاته،
وجلست امامه منصتا ومنتبها، وبدا لي في نفس الوقت مسير شركة ورئيس تحرير ومصمم صفحات
وماكيط، واستعرض أمامي ملاحظاته بكثير من الخبرة والحب، وخرجت من عنده محملا
بخارطة طريق لعملي الجديد، وبقي، حتى لما غادر سابريس، متابعا لما أقوم به، ويتصل
بي مرارا إما مهنئا ومشجعا أو مبديا ملاحظات ومقدما اقتراحات، وذلك إلى اليوم،
وأنا من جهتي أحرص دائما على التشاور معه والإستفادة من خبرته.
أعرف أن أجيالا من الناشرين ومدراء الصحف والصحفيين
سيروون مئات القصص من هذا النوع تعنيهم وتعني علاقتهم المباشرة بسي محمد، وفي
مجالس المهنة تتداول الكثير من هذه الوقائع والقصص والأفضال.
سي برادة هو الكريم صاحب الأفضال العديدة على أجيال من
إعلاميات وإعلاميي المغرب منذ عقود، وكلهم يشهدون…
سي برادة هو الإنسان الودود، الهادئ دوما، الباعث في
مجلسه على الفرحة والإبتسامة والأنس وحب الحياة، وكلكم تدركون.
سي برادة هو الكاظم للغيظ والصابر على المحن والصعاب…
وكلكم تعلمون.
لم أر، مثلكم تماما، سي برادة غاضبا أو يائسا أو متجهما
في وجه أحد، وكلكم تعرفون.
سي برادة يعبر عن آرائه وأفكاره ومواقفه واقتراحاته بلغة
سهلة مباشرة بلا لبس أو غموض أو تعقيد، وأنتم جميعكم بلا شك تشهدون.
سي محمد عبد الرحمان برادة إذن هو الأستاذ والمعلم في
مهنتنا وفي النظر إلى شؤونها وسبل النهوض بها.