على غرار ما استفادت منه مجموعة من المدن المطالبة بحصة مكناس من دعم الدولة من خلال الميزانية المخصصة للجماعات

على غرار ما استفادت منه مجموعة من المدن المطالبة بحصة مكناس من دعم الدولة من خلال الميزانية المخصصة للجماعات

مكناس :عبد الصمد تاج الدين

شدد متدخلون في ندوة نظمت يوم الجمعة 24 نونبر 2023 بمقر غرفة التجارة والصناعة والخدمات بمكناس على ضرورة تبني نهج قوي ومنسق من اجل الترافع لضمان تحقيق التنمية التي تنتظرها مدينة مكناس و تستحقها ساكنة العاصمة الإسماعيلية ودعا المشاركون في الندوة التي نظمتها الجمعية المغربية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية حول موضوع ^رهانات مدينة مكناس الكبرى^إلى تضافرالجهود لتعزيز قدرات الفاعلين الجمعويين والترابيين على وجه العموم ورص صفوفهم من أجل كسب والرهانات المطروحة والوصول الى الغايات المرجوة وجعل مكناس ضمن مصاف المدن المغربية الكبرى ، حيث عبروا انهم سئموا من الوضع المعقد و الذي وصفوه بالبئيس و أضحت تعيش على ايقاعه مكرهة المدينة واستعصى عليها إصلاحه.

ورفعت أصوات تقولجاء الدور على مدينة مكناس لتستفيد هي الأخرى من دعم الدولة من خلال الميزانية المخصصةللجماعات الترابية وذلك عن طريق رفع ملتمس الاستفادة من هدا الدعم العمومي عن طريق رخصة استثنائية على غرار ما استفادت منه مجموعة من المدن المغربية الكبرى، كتطوان ،طنجة ، الرباط ، القنيطرة ، وجدة ، الحسيمة سلا اكادير ودلك عبر الاتفاقيات والشراكات التي يتم التقدم بمقترحات في شأنها.

وفي هذا الصدد،ابرزعلي زيان،الأستاذ الباحث في التراث،نائب رئيس اللجنة المغربية للمجلس العالمي لللمبانيوالمواقع )ايكوموس(والفاعل المهتم بالشأن المحلي ،مجموعة من االمعيقاتالبنيوية ونواقص البنيات التحتية التي تعاني منها المدينة على مستوى مختلف المجالات والمناحي ،لخصها في 10 رهانات محورية جعلت المدينة خارج سياق ركب التنمية،على حد تعبيره ،مشيرا ان غياب اية برمجة تنموية واضحة المعالم تلوح في الأفق لا في المدى القريب ولا البعيد ،قد تساعد للخروج بعاصمة المولى إسماعيل من براتين السبات العميق الذي لا زمها طويلا على حد تعبيره ، ولا رؤيا استشرافية تعيد الأمل في نفوس الساكنة مشددا على ضرورة استنهاض الهمم والقوى الحية بالمدينة للتفاعل مع متطلبات الساكنةالمتطلعة للعيش الكريم في محيط لائق إسوة مع نظيراتها بالمدن الأخرى ولا نجد يقول زيان أي سند في هذا الباب خير من عاهل البلاد لإنصاف رعاياه بالعاصمة الإسماعيلية .

وبدوره ذهب الأستاذ عبد الرحمان بنديابرئيس التحالف المدني لحقوق الانسان على نفس السياق ليقول ان مكناس التي كانت لها مكانةمركزية ضمن كبريات المدن خلال العصرالوسيط على اعتبارموقعها الاستراتيجي الهام كمحور رئيسي يؤمن مرور وتنقل التجار بين مناطق شمال ووسط المملكة الى جنوبها ، لكنها للأسف الشديد ومع تعاقب السنين يقول بندياب، فقدت بريقها ومكانتها الطبيعية بعد تراجع كبير على جميع المستويات مع تسجيل غياب أية برمجة مشاريع استثمارية مستقبلية سواء في المجال الاقتصادي او السياحي او البيئي على الرغم من المؤهلات الضخمة ووالرصيد الهائل من الثراث للموروث الثقافي الذي تتوفرعليه لكنه لم يستثمر على الوجه الصحيح والاكمل ،محملا مسؤولية ذلك الى فشل سياسات التدبير المعتمدة من طرف بعض منتخبي هذه المدينة واخرهمالمجلس الحالي الدي يعيش حالة فوضى واحتقان لا متناهيين ، ما جعله يدق أخر مسمار في نعش المدينة المنكوبة على حد تعبير بن دياب .

من جانبه قدم الأستاذ الإعلامي محسن الاكرمين الاطار التربوي والكوتشالمهتم بالشأن الثقافي والرياضي ،عرضا أكاديميا قيما ،اعتمد فيه قراءة متقاطعة لتسليط الضوء على العناوين الكبرى و تفاصيل حيتيات تدبير الشأن المحلي ومكامن القوة والضعف به ،حيث استعرض فقراته ،تارة بالشرح والتحليللجوانب تأخر المدينة في انجاز برامج تنموية في غياب دعم الدولة قد يضعها في صف كبريات المدن ،وتارة اخرى بالتساؤل عن فشل تنزيل المشاريع المندمجة في اطار ميزانية الجماعة الهزيلة المداخيل ،وثالثةبالدعوة الى الابقاء والحفاظ على عامل التفاؤل وإمكانية استدراك الهفوات والاخطاء ومجالات التدخل لإصلاحها .

وفي نفس السياق، وبعدما اثار العديد من العوامل المسببة في تدني المستوى الاقتصادي للمدينة ،دعىالسيد يونس السفار الفاعل الاقتصادي والسياسي على ضرورة رفع ملتمسموقع من طرف ساكنة مدينة مكناس الى الديوان الملكي كخطوة قصوى للخروج بمدينة فقدت كل امكانياتها ومقوماتها الحضرية وأصبحت ملحقة ثانوية بالجهة ليس إلا ، فيما أرجع رشيد السالمي رئيس جمعية البيعة كل هذا التراجع الى عامل اتساع مساحات انفلات مظاهر الفساد بكل انواعه وهو الامر الذي يجب معه ، تبني نهج قوي ومنسق لمكافحته ،وبدون ذلك يقول السالمي لا يمكن الكلام عن أي اقلاع تنموي لمدينة مكناس .

وشكلت مختلف مداخلات المشاركين من المجتمع المدني بينهم مستشارين جماعيين والتي أغنت محاور هذه الندوة النوعية، مقاربة حقيقية، متوخى من وراءها خلق وعي جماعي في صفوف المكناسيين من أجل مساهمة فعلية عبر توظيف ايجابي لسلوك حضاري في التعامل مع هذا الوضع الذي بات يستاثر باهتمام بالغ وكبير لدى ساكنة هذه المدينة السلطانية ، وشدد المتدخلون ضمن رؤية موحدة ، على العمل لتجاوز تداعيات هذه الأزمة البنيوية التي اضحت من الاشكالات الكبرى التي تقف حجر عثراء أمام بلورة وتنزيل البرامج التنموية..