صديقي فؤاد الفاطمي
صديقي فؤاد الفاطمي
...
محسن الأكرمين.
صديقي فؤاد الفاطمي الرجل من الوضعيات الخاصة، والذي تزيد معرفتي به تعلقا يوما بعد يوم على مَرِّ ما مَرَّ من السنوات. صديقي فؤاد الفاطمي يحمل بطاقة دعه يَمٌرٌّ(ليسيه باسيه laissez-passer) نحو كل المنافذ المقفولة والمفتوحة، نحو كل قلوب ساكنة مكناس بهدوء الإنسان الطيع. صديقي فؤاد الفاطمي عند كل لقاء لي به يَحْكي لي مُتسعا من الحكايات والأخبار، ويختمها بأخباره ومطالبه العالقة التي تبحث عن العيش الكريم فقط. صديقي فؤاد الفاطمي مرات عديدة يُنسبُني إلى حزب معين، ومرات عديدة إلى كل الأحزاب السياسية باختلاف الانتماء، فأنظر في ملمح وجهه الطفولي وأقول له : فؤاد الله يهديك.
فؤاد الفاطمي صديق من النوع الخاص بالتفرد وتميز العطف الإنساني، فهو يخاصمني بعفة حين أكون غافلا عنه ومندمجا في حديث آخر، لكنه يعود ثم يتودد لي مثل الطفل الساذج بالطيبوبة ذات المنحة الربانية. في لحظة صغيرة من الوقت المسترسل أسمع أخبار مكناس السياسية والاقتصادية، ومن استفاد من الريع (الحلال)، ومن باع (الماتشْ) !!حديث صديقي فؤاد يتنوع في تقييم معارفه من شخص لآخر، وكل شخص عنده بالمدينة يُوزنُ إمَّا بمثقال الذهب (المَشَحَرْ) أو من الحديد (المَصَدِي).
صديقي فؤاد الفاطمي من طيبة الناس خُلقا، ومن لا يعرفه فهو في غفلة من أمره بمدينة مكناس !! إنه بحق الرجل الشعبي بامتياز النشأة والتوطين، ويعيش حلم المستقبل بأمل نموذج تنموي عادل منصف يحمل حد الكرامة حتى لذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة. صديقي فؤاد الفاطمي الوجه البشوش، رجل ناذر مِمَّا تبقى من بسمة مدينة مكناس الضاحكة بلا (ماكياجات) التجميل ولا نفاق سياسي، ولا رياء اجتماعي.
صديقي فؤاد الفاطمي يَعتبر نفسه من ذوي الاحتياجات الخاصة، لكني أصفه بالذكي الفطن، والتفاعلي والحركي مع قضايا مكناس (الكبرى) الفنية والثقافية والرياضية والسياسية. صديقي فؤاد الفاطمي هو برلماني مكناس (الفخري) المنتخب بالحب الفطري لا بالتصويت الانتخابي، والحديث مع صديق فؤاد شجي وشيق عن مدينة السلاطين.
صديقي فؤاد الفاطمي يسكن المدينة بأكملها، والمدينة تسكنه هوسا وحركة جيئة وذهابا، يعرفه السياسي والمثقف والرياضي والفني ورجل الاقتصاد والمال، وله الحظوة التامة في مكناس وشوارعها أين ما حلّ وارتحل. صديقي فؤاد الفاطمي حين يُحلل وضعية مكناس (الأزمة / الانحصار التنموي) بفطرية التفكير، تجد أن لغته البسيطة دالة وبلا تنميقات لغوية، وتحمل كل أماني مكناس الكلية والموجودة بالدلالة والتخطيط في برنامج عمل الجماعة (الكرامة البشرية/ العدالة الاجتماعية / العدالة المجالية/ الإنصاف المحلي /التنمية التكاملية)، تجد أن كل آهاته عن مدينة مكناس يعرفها ويعددها بالتاريخ المحصي وحتى المنسي منه، حينها يُمكن أن تحسبه رجل الساعة، ومن خبراء ومحللي القنوات الإعلامية الكبرى.
صديقي فؤاد الفاطمي محبوب من طرف الجميع، وينال عطف الساكنة بامتياز. هو صديقي الذي في وضعية إعاقة يعيش اليوم أنين الشكوى وانتكاسة حُلم بسيط في مشروع يسد به احتياجاته الخاصة والأسرية. مرات عديدة أَلْتقِي به، ومرات أخرى يَبحثُ عَنِّي عُنوة لِيُسْمِعَنِي صوته وآهاته الاستنكارية عن عدم تحقيق مطالبه البسيطة.
صديقي فؤاد الفاطمي يُصِرُّ قولا أن أكتب عليه (أنا) بالتخصيص، وعن ظروف انشغالاته ومطالبه البسيطة، حقيقة آلمتني دموعه حين تنهمر طوعا، فقررت الكتابة عن السيد فؤاد الفاطمي بصفته الدالة مع حفظ الألقاب وحبه في قلبي. لحكاية فؤاد الفاطمي قصة مُوسعة السرد، فقد سبق أن تسلم مفاتيح مرفقا صحيا (من قبل جماعة مكناس) لتدبيره والاستفادة من مداخله حتى وإن هزلت. هذا المرفق الصحي (العمومي) يتواجد بحديقة الجندي المجهول بمكناس، لكن موارد هذا المرفق الصحي تعيش حتى هي في وضعية (إعاقة). يقول: فقد تراكمت عليه مصاريف الماء والكهرباء ومصاريف أسرته وغيرها، ولم يقدر على استحمال العجز المالي المتفاقم مثل الباقي استخلاصه من موارد جماعة مكناس . اليوم صديقي فؤاد الفاطمي وبجرأة (المستقيل من المنصب، وعدم الالتصاق في كرسي تدبير المرفق العمومي) تخلص من عقدة الإشراف على تدبير الملك العمومي غير المدر للدخل الكريم. قرر أن يُطالب بحقه باعتباره من مكفولي الأمة بالوضعية، وينال دكانا من دكاكين (زين العابدين/ الهديم)، فهو يحمل رؤية مشروع متنوع وطموح، ولا يحتاج غير نيل حقه من دولة الحقوق الدستورية.
صديقي فؤاد الفاطمي يعيش بأنفة الرجل الشامخ، حتى وإن كان من ذوي الاحتياجات الخاصة. إليكم جميعا ناس مكناس الفضلاء، لنساند فؤاد الفاطمي في دعم ونصرته لكي يحقق جزء من أمانيه الخاصة (مفاتيح دكان)، ونحن نعلم أن الجميع لن ولا يبخل عليه.