مدينة لا ككل المدن... مدينة تسكننا جميعا...مكناس يا ناس...
مدينة لا ككل المدن... مدينة تسكننا جميعا...مكناس يا ناس...
محسن الأكرمين.
في مدينة لا تشبه كل المدن، يمكن أن يبيعك السياسي المتمرس في المكر والخديعة قطا ويسميه النمر (بَاجِيرَا). في مدينة غياب الوفاق الحقيقي، ليس بفعل تعارض الواقع المجتمعي المنكمش، يكثر النحيب والبكاء على سنوات الماضي (المجيد)، وتنشط الدعاوي القضائية من الفراغ ومن فقاعات (تيدTide ) وبلا منسمات خلافية، بل (لعب في لعب). في مدينة لا تلمس منها أنها تسير باتجاه تشوير تمكين التغيير الأفقي. في مدينة اختلط فيها (الحابل بالنابل) وباتت مصيدة (الحابل) فخ قاتل (للنابل) و المدينة تستجدي الرحمة من سلطة المركز الحاكم. في مدينة الفساد والريع (حلال) ، الكل يريد دخول الجنة وتوبة حج وميقات، والله عز وجل أخرج آدم وحواء منها بسبب قضم تفاحة، فيما هم فقد أكلوا المدينة طولا وعرضا ويتيمنون بسبحة التحميد دخول الفردوس.
بحق القول و بلا تمويه، لا ثقة في سياسي مدينة مكناس بالاستثناء الطفيف، وبدل الجزء من الكل. لا ثقة بلهاء تلزم أعناقنا، فجلُّ سياسي مكناس في (الدُورَة/ المنعرج) يبيعونك بالتقسيط وبالجملة، ثم يمارسون بكاء النحيب، عمَّا آلت إليه الأوضاع بمكناس، ويدفعون بصكوك الغفران صدقة عن دم مدينة السلاطين .
في مدينة التناص التعامدي (التشابه / التعالق)، تأتينا الحقيقة كاملة (لا ثقة في تَمَسْكِينْ) سياسي أيام الحملات، فرؤية عين الصقر الأكبر في (رأس اللائحة) يمكن أن تكون خدعة لفريسة الناخبين المتهالكين، ولكل المتواطئين معه بالصمت، والخذلان بنيل المنافع الظرفية. هي حكمة من القدماء تنطبق بالتمام على من يمارس سياسة الغباء و كسب المغانم عبر الهرولة والانبطاح، ومن يمارس الممانعة لأجل الممانعة (كما يقول محمد الجم) حينما (تقول نعم، أقول أنا لا...) سياسة التسنطيح!!
امتيازات مكناس كثيرة ومستطيلة في لعبة النهب والخداع والمكر، فقد كان يقال فيما مضى (ناس مكناس قَاصحِينْ (التيارات الجذرية) في مطالب الحق والعدالة والكرامة، وهم من القابضين على الجمر والرصاص)، فيما الدولة (الثابتة) فتلعب اللعب (الكَبِيرْ) وتتبنى مثال ( بِالمَهَلْ تَيْتْكَالْ بُودَنْجَالْ)، وبحق كانت رؤية الدولة العميقة أبلغْ إلى أهدافها منذ عهد الاستقلال (الخدعة التنموية) والرفاه للجميع. كانت الدولة على حق، فالمدينة (المتحولة) هَوَتْ لُعبةُ مطالبها نحو (سد حفرة/ إشعال عمود نور...). أجمل ما في المدينة ويسمو بنا في مصاف الطيعين الطيبين، امتياز يكمن في سنة النسيان والتناسي، فالمدينة لم تحقق في أسباب بداية (البلوكاج) !! ولا حتى في أعراض نهايته، وتوزيع الغنائم والتكليفات والتعويضات !!
مكناس هي المدينة الوحيدة التي تعيش في الماضي (البهي) أكثر بكثير من الحاضر (البئيس)، مدينة لم تُرِدْ دفن الماضي مع عبد الكريم غلاب (الروائي الاستقلالي)، وصناعة النهضة الجماعية نحو حلم المستقبل، ففي حياة الماضي تعيش المدينة في عش نسيج عنكبوت، تمارس صيد الفرص العالقة. مدينة المهادنة مع المشاكل وسياسييي المنافع (والتقليزات) على الكراسي، ومع تلك الوجوه الماكرة من طينة الانتهازيين والوصوليين، فلن يقدر حتى أرقى المعطرات ومعقمات ( الإدمان) من تزكية رائحتها النتنة في منصات الفساد والريع (حلال)، والذي قد لا ينتهي بتاتا بدون حكامة المساءلة والمحاسبة.