مغرب المواطنة مدير النشر: خالد الرحامني / E-mail: info@mouatana.com
الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب 2023 .. حوار مع السيد حجوجي، مدير التعليم والتكوين والبحث الفلاحي بوزارة الفلاحة
مغرب المواطنة2023-05-10 08:55:29
للمشاركة:

الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب 2023 .. حوار مع السيد حجوجي، مدير التعليم والتكوين والبحث الفلاحي بوزارة الفلاحة

الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب 2023 .. حوار مع السيد حجوجي، مدير التعليم والتكوين والبحث الفلاحي بوزارة الفلاحة

سلمى البدوي

مكناس – خص مدير التعليم والتكوين والبحث الفلاحي بوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بلال حجوجي، وكالة المغرب العربي للأنباء بحوار بمناسبة الدورة الخامسة عشرة من الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، والآتي نصه:


1ـ كانت الدورة الخامسة عشرة من الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب حافلة باللقاءات المنعقدة ضمن برنامج علمي متنوع. ما تقييمكم للمجهودات التي يبذلها المغرب لتحقيق الاستدامة والسيادة الغذائية ؟


لقد أتاح هذا الملتقى تسليط الضوء على مجهودات المغرب في مجال الاستدامة والسيادة الغذائية، وكذا من تعزيز حلول وابتكارات من شأنها الاستجابة لتحديات الفلاحة العصرية.

وبذل المغرب مجهودات عديدة لأجل النهوض بالاستدامة وبالسيادة الغذائية في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر”؛ من خلال التزامه بتحويل قطاعه الفلاحي لجعله أكثر استدامة وأكثر نجاعة وصمودا في مواجهة تداعيات التغير المناخي ولاسيما عن طريق:
ـ الترويج للفلاحة البيولوجية والصديقة للبيئية باللجوء لممارسات فلاحية مستدامة تحافظ على التربة والمياه والتنوع البيولوجي؛

ـ عصرنة البنيات التحتية الفلاحية، بما في ذلك الري، من أجل تحسين استعمال الماء وتدبير الموارد الطبيعية؛

ـ تشجيع البحث الزراعي والابتكار في قطاع الفلاحة لتطوير أصناف وممارسات وتقنيات مستدامة جديدة؛

ـ إرساء سياسات عمومية لتعزيز التنمية القروية والشغل في المناطق القروية، خصوصا لفائدة الشابات والنساء؛

ـ توطيد التعاون الإقليمي والدولي لتعزيز الأمن الغذائي والاستدامة الفلاحية؛

ـ تسليط الضوء على التكوين والشغل في القطاع الفلاحي، ولا سيما لفائدة الشابات والنساء، من خلال إطلاق مبادرات لتشجيع ريادة الأعمال لدى الشابات في القطاع الفلاحي

ـ ترسيخ التعاون الإقليمي والدولي لأجل تعزيز الأمن الغذائي والاستدامة الفلاحية مع مشاركة البعثات الأجنبية والمنظمات الدولية …

وقد أبرز البرنامج العلمي لهذه الدورة هذه الجهود، إذ شكل منبرا مهما تبادل خلاله المهنيون وأصحاب القرار السياسي المنتمون للقطاع الفلاحي أفكارهم ومعارفهم، كما قدموا نتائج البحث والابتكارات حول الممارسات المستدامة والتحديات التي تواجه الفلاحة المغربية.

ويثبت المغرب، من خلال تنظيمه لهذه التظاهرة، أنه مصمم على تعزيز التنمية الفلاحية بالبلاد والاضطلاع بدور قيادي في تعزيز الاستدامة والسيادة الغذائية في المنطقة والقارة الإفريقية.
ويشمل هذا البرنامج العلمي عددا من المؤتمرات والورشات والموائد المستديرة ومعارض تروم تحسيس المشاركين حول التداعيات والتحديات التي تواجه القطاع الفلاحي بالمغرب حتى يتسنى لهم ضمان السيادة الغذائية.

وتتجلى الأحداث البارزة لهذا البرنامج العلمي في الآتي:

ـ تنظيم المؤتمر رفيع المستوى “الجيل الأخضر” والاستدامة الغذائية الذي ضم أصحاب القرار والخبراء الوطنيين والدوليين، إلى جانب باحثين ومهنيين ينتمون للقطاع لمناقشة مسألة السيادة الغذائية في ظل سياق عالمي “متعدد الأزمات”، وإبراز مكتسبات مخطط المغرب الأخضر والتحديات التي تعتزم الاستراتيجية الجديدة للجيل الأخضر رفعها؛

ـ تنظيم المؤتمر الثالث لمبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية (تريبل أ) التي ضمت ثلة من المسؤولين الأفارقة في القطاع الفلاحي والاقتصاد القروي إلى جانب ممثلي المؤسسات التقنية والمالية، وقد كان هذا اللقاء فرصة لتقييم الفاعلين في القطاع الفلاحي الإفريقي التطورات المنجزة والتفكير في التحديات المطروحة وسبل التصدي لها؛

ـ توقيع 19 عقد برنامج لأجل تنمية سلاسل الإنتاج الفلاحي في إطار تنفيذ استراتيجية “الجيل الأخضر” الساعية إلى تعزيز التنافسية بين السلاسل وتحقيق المستوى الأمثل من إنتاجها وتثمينها؛

ـ خلق جناح قرية المقاولات الناشئة لأول مرة مع تسليط الضوء على المقاولات الشابة المبتكرة ومنحها منصة للتعارف في ما بينها والتطور، الأمر الذي سيسهم أيضا في تحقيق السيادة الغذائية للمغرب من خلال تشجيع الإنتاج المحلي واستخدام التقنيات المبتكرة وتثمين المنتجات المحلية؛

ـ تنظيم مؤتمرات علمية تستعرض نتائج برامج البحث الرامية إلى تعزيز السيادة الغذائية واستدامة أنظمة الإنتاج القائمة بالخصوص على الفلاحة المرنة والفلاحة البيولوجية والتدبير المستدام للموارد الطبيعية والأمن الغذائي والمائي، والفلاحة الرقمية، وغيرها ..

ـ توقيع مذكرة تفاهم بين المغرب والمملكة المتحدة والتي تعلن عن الرغبة المشتركة للتعاون في مجال البحث العلمي، وتقوية القدرات والابتكارات الفلاحية. وتوقيع مذكرة تفاهم أخرى بين القطب الرقمي للفلاحة والغابة ومرصد الجفاف من الطرف المغربي ومركز « Agri-EPI » في مجال الابتكار الفلاحي والتكنولوجيا الفلاحية من طرف المملكة المتحدة؛

ـ توقيع اتفاقيات رفيعة المستوى على الصعيدين الوطني والدولي من شأنها الإسهام في تعزيز التنمية الفلاحية المستدامة والسيادة الغذائية في المنطقة وخارجها. كما ستسهم في توطيد التعاون الدولي وترسيخ الابتكار والتكنولوجيات المتقدمة من أجل رفع التحديات الفلاحية.


2ـ بدأ العالم بأسره يحس بتأثيرات التغير المناخي. ما تبعات هذا الوضع البيئي على المواضيع المختارة في إطار البرنامج العلمي لهذه الدورة والتي تؤشر على عودة الملتقى بعد انقطاعه لمدة ثلاثة سنوات؟


كان للتغيير المناخي تأثير هائل على المواضيع التي اختيرت ضمن البرنامج العلمي للملتقى. ولاشك أن التحديات التي يطرحها التغير المناخي متعددة ومعقدة وتستلزم إيجاد حلول مبتكرة ومدمجة من أجل مواجهتها.

ومن هذا المنطلق، شمل البرنامج العلمي للملتقى مواضيع تستجيب للتحديات الراهنة للفلاحة المغربية على غرار السيادة الغذائية ضمن مؤتمر رفيع المستوى، والفلاحة المرنة لأجل سيادة غذائية، والتكنولوجيا الفلاحية ورقمنة الفلاحة بالمغرب، والأمن الغذائي المائي، وكذا السلاسل البيولوجية وغيرها من المواضيع.

وتضمن البرنامج العلمي كذلك مؤتمرا وزاريا سنويا لمبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية.

وأخيرا، يعد التغير المناخي مسألة جوهرية اُخذت بعين الاعتبار خلال البرنامج العلمي للملتقى، نظرا لتأثيره على عدد من مظاهر الفلاحة والحياة البشرية عموما. ومن المهم تشجيع التعاون والابتكار بين الجهات الفاعلة لإيجاد حلول مستدامة للتحديات التي يطرحها التغير المناخي.


3ـ تم استئناف تنظيم جائزة الحسن الثاني للبحث العلمي أيضا، ما هي الخاصية المميزة للجائزة هذه السنة ؟


يعتبر البحث الزراعي مفتاحا للعديد من الاستراتيجيات في قطاع الفلاحة لما يضطلع به من دور جوهري في عصرنة القطاع الفلاحي المغربي واستدامته، ذلك أنه يمكن من تطوير تكنولوجيات وممارسات فلاحية وأصناف نباتية جديدة من شأنها تحسين إنتاجية المحاصيل وجودتها واستدامتها مع تعزيز الأمن الغذائي.

وقد أولت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات اهتماما خاصا بجائزة الحسن الثاني الكبرى عن الاختراع والبحث في الميدان الفلاحي، والتي تعتبرها إحدى الوسائل الرئيسية للتشجيع على الابتكار في المجال الفلاحي ومواكبة استراتيجيات قطاع الفلاحة.

وحاليا، تعمل الوزارة على تنفيذ استراتيجية الجيل الأخضر 2020 ـ 2030، التي تمت بلورتها وفقا للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة، نصره الله، والداعية إلى العمل بنموذج إنتاج أكثر نجاعة وأكثر مرونة واندماجا وشمولا، مما يتطلب بذل جهود ملموسة لأجل تطوير البحث والتكنولوجيا المبتكرة الملائمة في اتساق مع أهداف استراتيجية “الجيل الأخضر”.

وأود أن أشير إلى أن الوزارة حرصت على تنظيم جائزة الحسن الثاني هاته بانتظام، حتى خلال فترة الجائحة كوفيد 19، وإلى أنه تم تنظيم حفل الدورة الإثنى عشرة خلال شهر ماي من سنة 2021 بمناسبة تدشين مركب تكنولوجي للصناعات الغذائية بالمدرسة الفلاحية بتمارة.

كما أريد أن أذكر أنه تم تنظيم ثلاثة عشرة دورة ووزعت ضمنها 56 جائزة، وذلك منذ إطلاقها سنة 2003.

وبشأن هذه الدورة، منحت 9 جوائز خلال مراسيم توزيع الجوائز المنظمة يوم السبت 6 ماي 2023 بالملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب للباحثين والمخترعين الذين قدموا إسهامات بارزة للقطاع الفلاحي المغربي ولتشجيع الابتكار في هذا القطاع الحيوي للاقتصاد بالمغرب.

وغطت الأعمال الحائزة على جوائز ميادين الفلاحة المندرجة في إطار توجهات استراتيجية الجيل الأخضر (زراعة الخروب، والتقنيات الجديدة للحماية البيولوجية للنباتات وكتيبات عملية تقنية لفائدة الفلاحين، والمستشارين والطلبة، واستغلال النظام الشمسي في تعزيز الإنتاج الفلاحي المندمج، وغيرها) وينحدر الفائزون المتميزون من المعهد الوطني للبحث الزراعي، ومعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، وكليات العلوم وهيئات التنمية بالإضافة إلى القطاع الخاص.


4ـ يمثل هذا الملتقى الدولي للفلاحة أول دورة لأيام دراسات الدكتوراه. ما التأثير المرتقب لهذه المبادرة على البحث العلمي بالمغرب وخارجه؟


تأتي نسخة سنة 2023،التي نظمها معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرية بشراكة مع المؤسسات الأعضاء في الائتلاف، المكون من المعهد الوطني للبحث الزراعي، والمدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس، والمدرسة الوطنية الغابوية للمهندسين.، تحت شعار “البحث العلمي والابتكار ونقل التكنولوجيا.. روافع لمستقبل الفلاحة المغربية”

ومن شأن هذا الحدث أن يساعد في تعزيز التعاون بين الباحثين في المغرب وفي دول أخرى، من خلال خلق فضاءات تسمح لهم بتبادل الأفكار والخبرات ونتائج الأبحاث، كما يمكن لأسلاك دراسات الدكتوراه المساعدة في تعزيز تكوين طلاب الدكتوراه المغاربة في مجال التواصل العلمي من أجل تعزيز نشر نتائج البحث وتأثير أشغال الدراسة.

وفي نهاية المطاف، يمكن لهذه الأسلاك الإسهام في تنامي البحث العلمي والابتكار بالمغرب وخارجه، من خلال خلق فضاء يحفز التعاون والتواصل والتكوين، كما ستساعد على جذب الانتباه إلى تحديات البحث البارزة في المغرب، مثل الفلاحة المستدامة والأمن الغذائي والتغير المناخي من بين تحديات أخرى عديدة.

وتم تقديم أشغال بحث طلاب الدكتوراه المنتمين لمركز دراسات الدكتوراه بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة خلال هذه التظاهرة، لتمنح بذلك الفرصة لاكتشاف أحدث التقدمات المحرزة في هذا الميدان.

وتعكس المشاركة الفعالة للباحثين بسلك الدكتوراه في هذا الحدث التزامهم ورغبتهم الكبيرة للإسهام في تنمية الفلاحة المغربية من خلال تطبيق معارفهم وخبراتهم المكتسبة خلال تكوينهم العالي.

وعلاوة على ذلك، يمنح هذا الحدث فرصة ثمينة لفائدة طلاب الدكتوراه لإنشاء علاقات مع الباحثين والفاعلين السوسيوـ اقتصاديين والتعريف بأنفسهم لدى المشغلين المحتملين.

وشهد هذا الحدث تقديم أزيد من ثلاثين عرضا شفويا لباحثين مثبتين وطلاب سلك الدكتوراه، وذلك لتشجيع الباحثين الشباب، كما منحت جوائز لفائدة العرضين الشفويين المتميزين حسب مجال البحث ولفائدة أفضل ثلاث ملصقات خلال حفل الختام.

وهمت أبرز المواضيع التي تم التطرق إليها: الرقمنة، وإدارة الموارد المائية، والري الذكي، والفلاحة الدقيقة، والحفاظ على التربة، والمحاسبة المائية، والطاقات المتجددة، والصحة الحيوانية، والصيد، والابتكار المؤسساتي في القطاع الفلاحي، ومواضيع أخرى.

وتكمن مهمة مركز دراسات الدكتوراه لمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، الذي يحظى باعتراف كافة المؤسسات الأعضاء في الائتلاف، استقبال الباحثين في سلك الدكتوراه المتفوقين وتأطيرهم علميا. ويوفر المركز، الذي تمت إعادة المصادقة عليه حديثا، خمس تكوينات في سلك الدكتوراه وتستند إليه 20 وحدة بحث.

وتجدر الإشارة إلى أن أزيد من 145 طالب دكتوراه تخرج من هذا المركز، منذ سنة 2009، من بينهم قرابة عشرين دكتورا بإشراف مشترك. كما أصدر أكثر من 450 مقالا علميا نشرت في مجلات مصنفة.

 

مغرب المواطنة
للمشاركة: