الشعب أفرحته نتائج وليدات (رأس لافوكا)

الشعب أفرحته نتائج وليدات (رأس لافوكا)

.بنت خويلد

وصل فرح مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي إلى قلوب المغاربة كافة، وإلى عموم العالم على السواء وبخاصة العربي منه والإسلامي. وصل عبر وصلات بسيطة من المودة والاتحاد في صناعة التحدي، دون أن نغفل عنصر الدهاء التقني. وصل الفرح من قطر المشرق العربي إلى المغرب بلغة سمحة تغرف من المأثور المغربي الأصيل (مول النية يربح) و (سير الله يرضي عليك). حتما (راس لافوكا) لم يُبْقِ النية معلقة بالتردد، ومبيتة بلا عزيمة، بل (مول النية) اتكل على الله وتربص بالفريق تدريبا، واستعداد تقنيا، فالنية عند وليد الركراكي مقرونة بالفعل والجدية، وتفاعل مع اللاعبين على نيل نتيجة (مربوحة).

(مول النية)، نال تصفيقات المغاربة رجالا ونساء، أطفالا وشيبا، حتى أن الملك نصره الله خرج إلى الشارع العام ليحتفل مع شعبه بنتيجة الفوز على الفريق الاسباني العريق في كرة القدم العالمية. (مول النية) أنهى سنوات من فجوات الدعم غير المتكامل التي كانت تربك حسابات سابقه (وحيد خليلوزيتش). (مول النية) جعل من المقاهي مدرجات ملاعب متكاملة، ومتحركة بالشعارات الداعمة التي تنتج التشجيع (سير ...سير...) من حناجر اللاعب رقم (12) داخل الوطن الكبير وخارجه. (مول النية) شكل سماء المملكة منيرة في رحلات جوية نحو ملاعب قطر العامرة موطن المونديال العالمي.

(مول النية) كان يعلم علم اليقين أن الشعب باغي يفرح، فالشعب أعيته الأزمات المعيشية، ومشاكل الغلاء والبطالة، وخرج فقط للفرح مع الكرة المستديرة. (مول النية) أطلق بعد صافرة نهاية مباراة المغرب إسبانيا الخروج الجماعي إلى الساحات العمومية في كل مدينة وقرية لأجل الاحتفاء بفوز المنتخب الوطني على الجارة في مباراة الثمن المؤهلة للربع، وتقاسم الفرحة بين الجميع بلا متاريس مانعة.

فريق (مول النية) احتفى مع إنجازاته الباهرة القصر الملكي العامر، وخرج الملك محمد السادس ليشارك الشعب فرحته الكبيرة بإنجازات المنتخب المغربي كأول بلد عربي يصل إلى ربع النهاية ونادي الثمانية الكبار. خرج الملك نصره الله مبتسما فرحا مغتبطا بتلاحم الشعب القوي في السراء والضراء، وبات المشهد الملحمي شبيها بثورة فخر ملك واعتزاز شعب.

حين صنع (راس لافوكا) علامة (مغرب الانتصار) في مونديال قطر، كان اليقين التام بأن الشعب باغي يفرح، بقدر أنه رمى جانبا كل المشاكل اليومية المعلقة، وخرج يشارك الفرحة الجماعية بلا طبقات فئوية. الشعب الطيب يفرح مع الانتصار ويتضامن مع الأزمات، الشعب تبقى مطالبه بسيطة في عيش فرح كرامة العيش، وتحقيق فوز عدالة الدولة الاجتماعية. الشعب بات يتمنى أن يكون الانسجام الكروي ونتائجه الباهرة، يوازيه انسجام في أداء الحكومة وصناعة نجاح مشروع (الدولة الاجتماعية).

(مول النية) قال للجميع في شمال إفريقيا المغرب هو الأصل والباقي نسخة (كاربونية) باهتة تحبو وتمتص بنهم بَزَّاَزة الحقد !! خلال جولات هذا المونديال يلعب المنتخب المغربي بنسبة عالية من الوطنية القتالية (اللاعبين بغاو يفرحوا الشعب)، وأيضا بجرعات كبيرة من المشاعر الدينية (السجود في رقعة الميدان جماعيا)، والتضامن الروحي والوجداني، والتي لا تتوفر عند لاعبي المنتخبات المنافسة ولي (يستاهل يدخل يلعب) و (يبين حنة رجليه) في التسجيل .

فطاقة (ارْضَا) الايجابية كانت تأتي من قبلات أيدي ورؤوس الآباء والأمهات، إنها دعوات (رضىات الواليدين) الحاضرة بالنية والوفاء للحمة الأسرية. بحق هي جرعات مخصبة من المشاعر الدينية والقيم الوطنية، وفي لحظة التهديف يسجد الجميع لله شكرا وحمدا، وهي من قيمة (تمغربيت) كماركة للممانعة وغير قابلة للاستنساخ.

الشعب يفرح لانتصارات الكرة المستديرة، ويناقش أزماتها وإخفاقاتها. الشعب لم يعد يرغب في الخروج مع السياسي (المتنطع) فهو قد فقد الثقة في محاكاة السياسة بالتفريط، ووضع السياسيين في سلة واحدة من مهملات زمن الكذب والتسويف !! الشعب فقد الثقة حين وجد نفسه في أول صفوف غلاء الحرب الروسية الأوكرانية. الشعب بدا يكره السياسيين والروس والأوكرانيين، ولا يجد بدا غير التكيف مع حجم التضخم في الأثمان، وتصويب المشاكل المستجدة، وبلا حدود ممكنة بالتقليص من ذوات دعوات الدولة الاجتماعية.

في الملعب تسمع (سير ...سير...) هي لغة (تمغربيت) الداعمة بتفرد المملكة عالميا في كل المجالات، والتي لا تنظر للخلف، بل حتما (تسير) إلى الأمام وتصنع مواضع قدم صلبة وثابتة في عالم متغيرات الأحداث الوطنية والدولية. خرج الشعب بنداء (سير ...سير...) إلى الأمام والنصر حليفك. خرج الشعب من نتائج أرجل انتصارات اللاعبين في مملكة منبت الأحرار، وليس من فكر السياسيين النفعيين الانتهازيين. خرج الشعب طوائف وقبائل، وتجلت الفرحة بالسلمية والاحتفاء. خرج الشعب مع القمة في ثورة الكرة المستديرة العالمية والمنتصرة، ودعما متواصلا (للدراري لي تيتقاتلوا واخا معطوبين).

الشعب (داير النية) مع (مول النية، راس لافوكا) بالوصف الايجابي والتسامي مع منتخب (شجرة لافوكا) المعطاء. الشعب (فاقد النية) في السياسي (الماكر) والاقتصادي (الفاسد) وفي وسطاء( الريع حلال). الشعب خرج للفرح وإن (تَسَنْطَحَ/ تقابل) مع الوزير السياسي، فقد ينادي في وجهه (ارحل) لا نريد مشاركة من سياسي غرر بأحلامه الحاضرة والماضية. الشعب يريد فرحة عفوية مع (مول النية) فقط، فالسياسي أمست نيته مبيتة بالمكر والخداع، والتمكن من الكرسي بالاستحواذ فقط.

نزل الشعب فرحا نحو الساحات العمومية بمشاركة ملك البلاد نصره الله، ولا مطالب للشعب غير مطلب تقاسم الفرح و سيادة قوة الوطن. فالفرح ثمنه جد مرتفع (الغلاء) مع جرة السياسي (المشقفة)، والذي لم يقدر على تحقيق مطالب الشعب في نيل حقوق دستورية (الصحة/ التعليم/ الشغل) والكرامة. الشعب خرج ليحتفي بالكرويين (المرضيين الوالدين) بلا تصنع ولا بيانات ولا مطالب غير النصر والتمكين لمن يمثلون المملكة خير تمثيل. خرج حتما الشعب، بالعفوية وبلا تجييش من سياسي (الميكروفونات) المتحركة بالتغرير. خرج الشعب من رحم فرح الانتصار، وليس بدعوة من السياسيين عُبادُ المناصب. الشعب له أمل المزيد من الفرحة والانتصارات الواردة من بلاد مونديال قطر في نسخته العشرين، فقد يكون الشكر الموصول مسبقا للفريق الوطني بكل فعالياته ومكوناته، فالشعب يتمنى حظا موفقا في كل المواجهات الممكنة بالتحدي وتوطين الانتصارات ضمن سجل (الفيفا) والتاريخ يشهد أن (المملكة تصنع التفرد). الشعب يريد أن يحجز مقعده أمام شاشات المقاهي ومدرجات الملاعب والساحات العمومية حتى نهاية البطولة العالمية.