القضاء التجاري ينتصر “لقهوة كاريون” التاريخية ضد علامة مُقًلدة
القضاء التجاري ينتصر “لقهوة كاريون” التاريخية ضد علامة مُقًلدة
تعتبر شركة “قهوة كاريون” التاريخية من أقدم الشركات بالمغرب فهي تقترب من تخليد الذكرى 100 سنة لتأسيسها على يد أشهر معلم “محمص” لبذور القهوة الرفيعة بشمال المغرب وعموم اسبانيا، السيد “الدون كاريون” الشخصية التي تركت بصمات واضحة على منتوجات قهوة “كاريون” الرفيعة، وبالضبط ابتداء من سنة 1924 بمدينة تطوان الحمامة البيضاء العامرة .
ومنذ ذلك التاريخ اكتسبت العلامة المميزة لقهوة “كاريون” فرادة وتميزا وأصالة تم توارثها من جيل إلى جيل، حتى تحولت علامة “كاريون” التاريخية إلى ” أيقونة” تجسد الهوية البصرية والرأسمال الرمزي والتاريخي لصورتها المؤسساتية عبر كل تلك الحقب.
ولقد كان القضاء التجاري المغربي منصفا وعادلا حين حكمت محكمة الاستئناف التجارية بطنجة وأكدت وحسمت الحكم محكمة فاس التجارية في هذا النزاع بإصدار حكم قانوني يحمي الملكية الفكرية والرمزية ضد شركة وافدة على القطاع تقوم بدون أدنى خجل باستعمال التزوير والغش والتدليس للاحتيال على الزبناء الأوفياء لشركة “كاريون” من أجل شراء المنتجات المُقلِّدة من طرف شركة “SODESCA”.
تفاصيل النازلة
استنادا إلى مقال منشور بمجلة “الإيكونوميست” الصادرة باللغة الفرنسية، والتي تعنى بعالم المقاولة والأعمال، واستنادا للأحكام القضائية، فإن الشركة المُقلِّدة “SODESCA” للعلامة التجارية “كاريون” حاولت الالتفاف على جوهر القضية والذي هو التقليد الفج لعلامة تجارية ستدخل عما قريب في عداد نادي الشركات التي يفوق زمن إنشاءها 100سنة، -حاولت الشركة المزورة- استعمال مبدأ التقادم المسقط الذي يمتح من قواعد القانون الخاص، في حين أن القضية المعروضة على أنظار القضاء حبلى بحمولة تاريخية ورمزية تتجاوز ألاعيب المساطر الشكلية والإجراءات الأفعوانية لضرب حقوق موضوعية وجوهرية.
ولقد انتبهت هيئة محكمة طنجة التجارية ومحكمة الاستئناف التجارية بمدينة فاس لهذه المسألة، ورفضت الطلب بإسقاط الشكاية المقدمة من طرف شركة “كاريون” ضد الشركة المزورة، وعيا من الهيئة المذكورة أن ذلك سيفتح فوضى التزوير والتقليد على مصراعيه وسيشكل خطر وجودي على معظم ما تبقى من المقاولات التاريخية بالمغرب والتي بنت مجدها لبنة لبنة عبر الزمن.
من جهة ثانية قامت الشركة المُقلِّدة “SODESCA” باستعمال حيلة أخرى للإفلات من الإدانة وذلك بافتعال خصومة من خلال الهجوم على محضر المعاينة الذي أنجزه المفوض القضائي، والذي قام بضبط المواد والمنتجات المقلدة بطريقة فاضحة، حيث زعمت الشركة المزورة أن محضر المعاينة الذي حرره المفوض القضائي المذكور يفتقد إلى الحياد.
وجاء رد القضاء التجاري بمدينة فاس على هذا التجريح وتلك المزاعم بطريقة حكيمة، حيث شدد على أن القاضي التجاري ليس من المهام المنوطة به الفصل في التجريح والتعرضات والاتهامات الموجهة ضد حياد محاضر المعاينة، مذكرا في الوقت نفسه أنه بالنسبة للمشرع المغربي فإنه يعتبر محاضر المعاينة وسيلة لكشف التقليد والتزييف والمنافسة الغير المشروعة، وبناء عليه فإن محضر المعاينة يمكن اعتماده كوسيلة إثبات لحدوث التقليد، استنادا إلى مبدأ حرية الإثبات في المادة التجارية.
النطق بالحكم
وبعد أن تبين لمحكمة الاستئناف التجارية بمدينة فاس أن ما يسمى قهوة “كابون تطوان”، و”كامرون تطوان ” هي مجرد منتجات مُقلِّدة لقهوة “كاريون” الأصلية قضت بما يلي :
الحكم بمؤاخذة الشركة المُقلِّدة “SODESCA” للعلامة التجارية كاريون بالمنسوب إليها والحكم عليها بالتعويض بمبلغ قدره 50 ألف درهم لفائدة شركة “كاريون” وذلك نظرا للضرر الناجم عن هذا التقليد والتزييف طبقا للفصل 224 من القانون المتعلق بالملكية التجارية والصناعية ومبلغ 5 آلاف درهم عن كل تأخير ابتداء من تاريخ إصدار الحكم.