مهرجان مكناس للدراما التلفزية يُسْدلُ الستار بنهاية الدورة (11)، فأية مردودية وأثر؟.
مهرجان مكناس للدراما التلفزية يُسْدلُ الستار بنهاية الدورة (11)، فأية مردودية وأثر؟.
محسن الأكرمين.
في ظل الغياب الطويل لمنصات عروض الفن والفنانين بمكناس. في ظل قصور تلك المنصات الثقافية والفنية وصيغة ( الثقافة عن بعد)، حين لم تستوف تلك المنصات الحد الأدنى من التواصل الفعال، واستهداف المتلقي البسيط في بعده الاجتماعي. اليوم اختتمت أنشطة مهرجان مكناس للدراما التلفزية في دورته (11)، وأُسْدل الستار عن الدورة بتمام توشيح المكونات الفائزة من المسلسلات المتنافسة، والأشرطة الفائزة بالمناصب الأولى.
حقيقة صادمة حين نقول: أن الجهد الفني والثقافي آيل للانهيار بمكناس، في ظل غياب شراكات مؤسساتية، وشفافة بالحكامة والتوجيه. في ظل رفع مكتب الجهة يده عن دعم مسار مهرجان وصل حد نيل شرف التنظيم تحت الرعاية السامية الملكية. في ظل غياب من يمثل الجهة في أنشطة المهرجان معنويا كأضعف الحضور في حفل الافتتاح والختم.
لن نجادل مكتب جهة فاس مكناس إن كانت قراراته عادلة في كف الدعم والمساندة لجميع المهرجانات التي تحتضنها مدن الجهة. لن نلقي بأي ملاحظة لازمة، إن ممثلو الجهة لم يحضروا أي مهرجان(أينما كان/ وكيفما كان). فنحن بمكناس نبحث عن معادلة الإنصاف بين قطبي الجهة وكفى.
الأهم هو كسب رهان التحدي ببقاء مهرجان مكناس للدراما التلفزية واقفا بحد الدورة (11)، ولم ينل منه الإرهاق و لا المعيقات بالنقص. فبقاء المهرجان في مواصلة مشواره الفني والثقافي، هي ظاهرة فريدة بمكناس تقتضي البحث والاستقصاء. مهرجان لم يكبل يديه في تطوير الأداء والعرض، كما قال الفنان عبد الله فركوس ( منظميه شادين الأمور بالمعقول).
من الانقلابات البادية عند عشاق المهرجان بالحضور، ونحن نتابع مساراته عبر سنوات. حيث تم تأثيث القاعة بعينة من الشباب والشابات عكس الدورات السابقة. حتى أن أحد الفنانين الضيوف قال بالحرف التام (الجمهور المكناسي غير سميع !!!). قد نختلف معه، وقد نتوافق معه بالحد الأدنى، لكن في الأخير قد نُلقي المسؤولية على عنق المنظمين، حتى يتم الاستفادة من بعض المطبات والتهديدات غير المحتملة بالتطوير.
غير ما مرة نقول: أن البنيات التحتية الفنية بالمدية، غير جاهزة لاحتضان تظاهرات فنية كبرى توازي تطور مهرجان مكناس للدراما التلفزية وضيوفه الوطنيين والدوليين. فقاعة الفقيه المنوني قد تكون حتى هي معيقا كافيا لتطوير أداء المهرجان في الأفق البعيد، قد تكون من بين الاكراهات التي تفسد لحظات التنظيم في الجلوس، والترحيب بضيوف المهرجان، والتكريمات الفسيحة، والفرجة السليمة.
من الملاحظات ذات الاهتمام الموضعي لحظة المناداة على رئيس مجلس جماعة مكناس لإلقاء كلمته في حفل ختم المهرجان، ويتم تسجيله مع الغائبين، بدون مبرر، وبلا من ينوب عليه رسميا من قسم الثقافة. من المفارقات غير السوية أن السلطات الترابية برئاسة عامل مدينة مكناس حضروا حفل الختم، في حين تغيب رئيس مجلس جماعة مكناس دون أدبيات إشعار المنظمين.
الدورة (11) كانت رمز التحدي وإعلان البقاء والمداومة. انتهت بتكريمات وبأنشطة فنية وثقافية رديفة. انتهت وانتهت معها الفرجة ولقاء الفنانين، وأخذ الصور. انتهت بحجم البرنامج المسطر سلفا، ونحن ننتظر تقويم الأثر من قبل المنظمين. انتهت وستبقى نفس المعيقات حاضرة برسم الدورة (12)، في تفاقم خلل الدعم والاحتضان. انتهت ومكناس تعتبر الفن والثقافة ترفا موسميا، بينما من اللازم اعتبار الإقلاع التنموي من بوابة الفن والثقافة والرياضة