رفاق الجلجال ثاني رئيسة جماعة ترابية بإقليم الحاجب ملهمة النساء في مجابهة التحديات
رفاق الجلجال ثاني رئيسة جماعة ترابية بإقليم الحاجب ملهمة النساء في مجابهة التحديات
الحاجب /خالد المسعودي
حينما
يصبح الطموح راسخا، وتتظافر كافة الظروف لتحقيقه، يغدو الأمل في المتناول،
حتى وإن اعترضت طريقك متاعب جلية لثنيك عن بلوغ مرادك الذي راودك منذ
الصغر.
رفاق الجلجال امرأة في منتصف عقدها الثالث،
تشاء الصدف الجميلة، نظير استماتتها وإصرارها على بلوغ التحدي، أن تنتخب
رئيسة لمجلس جماعة أكوراي بإقليم الحاجب، بعد نجاحها في الانتخابات
الجماعية ليوم 08 شتنبر، لتصبح بذلك ثاني رئيسة جماعة ترابية على الصعيد
الإقليمي بعد رئيسة جماعة سبت جحجوح نادية أولحاج .
عزيمتها
ومثابرتها ودعم محيطها العائلي، ومساعدة مناصريها من أبناء جماعتها،
ساعدها كثيرا على تجاوز "دهشة البداية" لتتغلب بعد إعلان نتائج الاقتراع
على منافسها، والذي هو في الحقيقة نجيب العزوزي عن حزب العدالة والتنمية.
رفاق
هي في الأصل سيدة ترعرعت في أكوراي قبل أن تهاجر للديار البلجيكية، ترشحت
باسم حزب الإستقلال وكان لها ما أرادت، إذ فازت يومها بالأغلبية.
تؤكد
رفاق في تصريح مقتضب لجريدة "مغرب المواطنة"، أن الأمر لم يكن سهلا
بالنسبة لها أن تشارك في الانتخابات بكل ما يتطلبه الأمر من تجربة وتنافس
ومواجهة مرشحين لهم باع وصيت في المنطقة.
لكن الأمر
يصبح سهل المنال، تضيف رفاق الجلجال ثاني رئيسة جماعة ترابية بإقليم
الحاجب، "إذا تسلحت بالعزيمة والإرادة والثقة في النفس، وكانت نيتك حسنة في
تحقيق آمال الساكنة والترافع عن قضاياها بكل إصرار ".
وأردفت
رفاق، "أنها تحس بسعادة غامرة بعد انتخابها رئيسة لجماعة أكوراي، ويغمرها
فرح كبير لكونها حققت طموحها الذي راودها منذ الصغر لولوج عالم السياسة من
بابه الواسع".
رفاق ملهمة النساء خاصة، الشابات عامة
في مواجهة التحديات، والتغلب على الصعاب، تقول ، وهي تنتشي بهذا الإنجاز
غير المسبوق ، "أملي الكبير هو أن أساهم في تنمية جماعتي، وأن أساعد أبناء
وبنات بلدتي في أن ينعموا بفضاء كريم للعيش والاستقرار"، مؤكدة أن جماعة
أكوراي، البلدة الجميلة التي ترعرعت بين أحضانها، تعاني بعض الاختلالات
التنموية وتفتقد لبعض ضروريات العيش، ولذلك كما قالت، ستعمل جاهدة بمعية
مساعديها في مكتب الجماعة على تحقيق متطلبات الساكنة.
وشددت
الرئيسة الجديدة لجماعة أكوراي، التي تعترف بفضل زوجها عليها والذي شجعها
على خوض غمار العمل السياسي، على عزمها المضي قدما بكل ما أوتيت من ثبات
وجهد في أن تنهض بجماعتها وتحقق انتظارات الساكنة التي منحتها الثقة في
تولي هذه المهام التمثيلية عن جدارة واستحقاق.
بيد أن
هذا الإنجاز جعلها ، مع ذلك تدرك ، كما قالت ، حجم المسؤولية الملقاة على
عاتقها، مشيرة إلى أن التواصل والانصات لهموم الساكنة هو شعارها الذي
ستوليه عناية كبيرة من أجل النهوض بهذه الجماعة وتحسين بنياتها التحتية،
والارتقاء بالخدمات الإجتماعية لفائدة أبناء المنطقة من الفئات الهشة.
ولفتت
إلى أن توليها هذه المهام الانتدابية لن يثنيها على أنها ستولي أيضا عناية
بالغة للفتاة القروية التي تعاني من الهشاشة، وستعمل على حل مشكل النقل
المدرسي الذي يضطلع بدور كبير في محاربة الهدر التعليمي وخاصة في العالم
القروي.
ولأن العمل السياسي برأيها مرادف للتنمية ،
إذا تحققت الإرادة والنوايا الحسنة، دعت رفاق كافة الشباب من أبناء وبنات
منطقتها إلى الانخراط في العمل السياسي لأنه السبيل الأمثل للنهوض بالتنمية
في العالم القروي.
ومادام الأمر يتعلق برئيسة بنون
النسوة بهذه المواصفات الرفيعة ، عمت بعد إعلان نجاحها في الظفر برئاسة
الجماعة، التهاني والتبريكات صفحة رفاق الجلجال على موقع التواصل الإجتماعي
(فيسبوك) وتطبيق الواتساب، تقديرا لها على نجاحها في هذه الاستحقاقات
الانتخابية، كما لم يتوقف هاتفها عن الرنين بحكم حجم المكالمات التي تقاطرت
عليها من أفراد عائلتها، ومن مناصريها ، وكذا من قياديي الحزب الذين
سارعوا إلى تهنئتها متمنين لها التوفيق في مهامها التمثيلية.
فرفاق
الجلجال، التي عضت على الصبر والتحمل بالنواجد ، حتى أصبح لها شأن رفيع
كممثلة لأهالي منطقتها، هي ابنة عائلة محافظة، وهذا يدل على أن حياتها سارت
في النهج الصحيح، الذي سيجعل الشباب يأخذون منها العبر، وحتى كيفية
التعاطي مع الحياة بطريقة صحيحة وناجعة.