مغرب المواطنة مدير النشر: خالد الرحامني / E-mail: info@mouatana.com
عبد الله بوصوف: تطور الإعلام مرتبط بالنزاعات .. وأعطابٌ في حوار الحضارات
مغرب المواطنة2022-01-09 11:44:31
للمشاركة:

عبد الله بوصوف: تطور الإعلام مرتبط بالنزاعات .. وأعطابٌ في حوار الحضارات

عبد الله بوصوف: تطور الإعلام مرتبط بالنزاعات .. وأعطابٌ في حوار الحضارات

نظمت الفدرالية المغربية لناشري الصحف يوم السبت 8يناير2022 بمدينة فاس، ندوة حول موضوع حوار وصدام الحضارات: هل يتحول إذكاء النزاعات إلى أصل تجاري لوسائل الإعلام؟

وخلال هذه الندوة سلط الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، الضوء على الإشكاليات المتعلقة بأدوار الإعلام في النزاعات في ارتباط بحوار الحضارات، وتوقف بوصوف عند الأهمية التي تحظى بها مدينة فاس، وخاصة جامعة القرويين، كمنارة علمية في حوار الحضارات والتقارب بين الثقافات، وهي الجامعة التي يعود إليها الفضل في الاستقرار الديني والسياسي الذي يتمتع به المغرب إلى اليوم بفضل تكوينها لأكبر رجال الحركة الوطنية ومعظم العلماء المغاربة.

وأبرز بوصوف أن تطور الإعلام ارتبط بتطور النزاعات، واستعرض في هذا السياق محطات تاريخية من العلاقة المشتركة بين الإعلام والنزاعات، مثل تطور الإذاعة مع الحرب العالمية الثانية وقدرتها على اختراق حدود العدو بما تبثه عبر موجاتها، ودور القنوات التلفزية في التمهيد وتأجيج النفسيات لتبرير التصعيد في النزاعات، مثل دور قناة “فوكس نيوز” الأمريكية في حرب العراق، وقناة “الجزيرة” في إعطاء نظرة مغاير.، مشددا على أن الإعلام الموضوعي والملتزم بأخلاقيات المهنة ليس هو من يؤجج الصراعات والانقسامات والحروب، ولكنها أدوار يضطلع بها الإعلام الذي جعل نفسه أداة في يد السلطة السياسية أو المالية لخدمة أجنداتها.

وخلال حديثه على المرحلة الحالية في العديد من الدول، خلص بوصوف إلى أن الأصوات المسموعة أكثر في وسائل الإعلام هي تلك التي تشجع على التطرف وعلى التقسيم، مشيرا إلى أن الإعلام يتحمل جزءا من المسؤولية في ذلك لأنه يضخم هذه الأصوات ويجعلها وكأنها تمثل الأغلبية.

وفي هذا السياق، عرج بوصوف على إشكالية استعمال الإعلام في صراع هوياتي من أجل إذكاء الصدام والصراع داخل المجتمع الواحد مثلما هو الشأن في الحملة الرئاسية الفرنسية، حيث يقوم مرشح ذو توجه يميني متطرف بالاعتماد على قدراته الإعلامية ووسائل إخبارية من أجل بث الكراهية والتفرقة في المجتمع، ويجعلها أساس برنامجه الانتخابي الذي يفتقد لمشروع مجتمعي ولا يحمل حلولا للإشكاليات المختلفة التي يعرفها المجتمع الفرنسي.
وعن النقاش المطروح حول حوار الحضارات الذي بدأ في مجتمع كاثوليكي قبل عقود، اعتبر بوصوف أنه يعاني من الكثير من الأعطاب ولم يؤد إلى النتائج المطلوبة؛ لأنه لم يبنى على أسس متينة، ولأنه لا يعتمد على معرفة حقيقية بالآخر ولكن على التصورات التي يحملها كل طرف على آخر.

وقد ساهم في هذا التجاهل المشترك، بحسب المتدخل، تحول الإعلاميين وخريجي العلوم السياسية إلى مراجع علمية، بدل المفكرين والأكاديميين الذين يعتمدون على مناهج علمية وفكرية دقيقة، وهو ما أصبحن يستشعر في النقاشات بين الإسلام والغرب على سبيل المثال.

وشهدت الندوة الفكرية مداخلات لكل من الأمين العام للرابطة المحمدية للعماء محمد العبادي، الذي ركز على ضرورة تفكيك عناصر الحضارة من أجل استشراف وسائل وتقنيات الحوار الحضاري وعلى أهمية التكوين والتوثيق من أجل تأسيس التجارب الفضلى محليا للتأسيس لحوار عام، والباحث عز العرب الحكيم بناني، الذي ركز على الحدود بين حرية التعبير والجانب القانوني وحقوق الإنسان، ورئيس النقابة الوطنية للصحافة عبد الله البقالي، الذي أعطى وجهة نظر مهنية حول تناول الصحافي للقضايا المرتبطة بالنزاعات.

 

مغرب المواطنة
للمشاركة: